الشبكة نيوز : “الفلاح.. العالم والمهندس”.. معرض لفنانة إسبانية ألهمها الريف المصري.. صور

في بيت جميل للفنون، وعلى هامش فعاليات “آرت دبي 2025″، قادتني خطواتي نحو باب بدا مألوفًا لي ويحمل طابعًا مصريًا أصيلًا. باب يقود إلى معرض فني يحمل ملامح البيت الريفي الذي نعرفه جميعًا في قرى مصر، بدءًا من ألوان الجدران الخضراء الفاتحة، مرورًا بمروحة الحائط القديمة، ثم الهاتف الأرضي المميز الذي طالما شغل زوايا البيوت البسيطة.

المعرض حمل اسمًا لافتًا: “الفلاح.. العالم والمهندس”. لكن المفاجأة أن صاحبته لم تكن فنانة مصرية كما يوحي المكان، بل فنانة إسبانية ألهمها الريف المصري الكثير من الأفكار والرؤى خلال مشوارها الفني، وكان هذا المعرض أحدث محطاتها في رحلة بحثها عن حكمة الأرض والمعرفة الشعبية.

حكمة الفلاح وذاكرة الأرض

يسلط المعرض الضوء على العلاقة العميقة بين الإنسان والأرض، خاصة من منظور المجتمعات الزراعية. على مدار خمسة عشر عامًا من العمل الميداني والبحث البصري، جابت الفنانة الإسبانية أسونسيون مولينوس جوردو قرى مصر، وحقول العالم العربي، لتوثق من خلال أعمالها الدور المعرفي والإنساني للفلاح، الذي لطالما وُصف بأنه مجرد “منتِج غذاء”، بينما ترى هي فيه عالِمًا ومهندسًا وصانع نظم معقّدة لإدارة الأرض والمياه والمحاصيل.

تقول الفنانة الإسبانية إن المعرض هو محاولة لاستعادة هذه المعرفة الشعبية التي أهملتها النظريات العلمية الحديثة، وإعادة الاعتبار للفلاح كحامل للمعرفة التقليدية وحارس لحكمة الأرض.

تتنوع أعمال المعرض بين التركيبات الفنية، والصور، والمجسمات، والأرشيفات البصرية، التي تعكس تحولات الريف المصري، من أنظمة الري القديمة، إلى البيوت الطينية، وحتى أدوات الزراعة التقليدية.

ومن خلال معرضها في دبي، تواصل مولينوس دفاعها عن الفلاح بوصفه منتجًا للثقافة والمعرفة البيئية، وليس مجرد حلقة في سلسلة إنتاج الغذاء. فهي ترى أن الحفاظ على السيادة الغذائية وضمان استدامة الأرض يبدأ من احترام المعارف المتوارثة التي صنعتها الأجيال.

حيث تركز أعمالها على قضايا الفلاحين والمجتمعات الزراعية، لا باعتبارهم منتجين فقط، بل كمخزون ثقافي وإنساني يتوارث المعرفة والفنون والهندسة الشعبية. وتسعى من خلال فنها إلى كسر التصنيفات السائدة لمفهوم “الابتكار” بعيدًا عن المركزية الحضرية، واقتراح بدائل معرفية من قلب الريف.

في أعمالها، تناولت مولينوس موضوعات تتعلق باستخدامات الأرض، والهجرة الزراعية، وأنظمة الري، والبيروقراطية المرتبطة بالأراضي، كما طرحت تساؤلات حول المياه وخصخصتها، وتأثير هذه التحولات على البنية الاجتماعية.

الفنانة المولودة في عام 1979 في أراندا دو دويرو بمقاطعة بورجوس الإسبانية. حازت على جائزة بينالي الشارقة 2015 عن مشروعها المهم “متحف زراعة العالم” (World Agricultural Museum)، كما مثلت الجناح الرسمي لإسبانيا في بينالي هافانا الدولي في دورته الـ13 عام 2019.  كما عرضت أعمالها في عدد من أهم المؤسسات والمهرجانات الفنية الدولية. وهي فنانة بحثية تعتمد في ممارساتها على العلوم الاجتماعية، خاصة علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) والدراسات الثقافية.

هاتف قديم

إحدى اللوحات

جانب من المعرض المقام بدبى

جانب من المعرض

فواكه

لوحة عن المحاصيل المعدلة وراثياً

الفلاح.. العالم والمهندس

احدى المعروضات