الشبكة نيوز : ذكرى ميلاد عمار الشريعي… مسيرة فنية حافلة بالتحديات وإبداع لا حدود له

يحل اليوم الأربعاء الموافق 16 ابريل  ذكرى ميلاد الموسيقار الراحل عمار الشريعي (مواليد 1948)، أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمةً استثنائية في عالم الموسيقى العربية، عبر مسيرةٍ فنيةٍ حافلةٍ بالتنوع والإبداع، تحوَّل خلالها من طفل كفيف وُلد في صعيد مصر إلى أيقونةٍ موسيقيةٍ أثرت في وجدان الملايين.

عمار الشريعى 

وُلد الشريعي في مركز سمالوط بمحافظة المنيا، لأسرةٍ ارتبط اسمها بالعمل العام؛ حيث كان جده لوالده محمد باشا الشريعي نائبًا في البرلمان المصري خلال عهد الملك فؤاد الأول، فيما تولى والده عضوية البرلمان بعد ثورة يوليو 1952. أما جده لوالدته مراد بك الشريعي، فكان أحد أبرز وجوه ثورة 1919، وناضل ضد الاحتلال الإنجليزي حتى حُكم عليه بالإعدام.

رغم فقدانه البصر، أظهر عمار موهبةً مبكرةً في الموسيقى، فحفظ خمسة أجزاء من القرآن في طفولته، وبرع في السباحة، ثم تلقى أولى دروسه الموسيقية على البيانو بعدما اقتناه له والده. وفي مرحلة الدراسة، التقى بأساطير الموسيقى مثل كمال الطويل وبليغ حمدي، اللذين اكتشفا موهبته وتبنَّيا مسيرته.

تلقى الشريعي علوم الموسيقى الشرقية عبر برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم للمكفوفين، وأتقن العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود والأورج، متحديًا الصعوبات التي تفرضها إعاقته. بدأ مسيرته العملية عام 1970 كعازف أكورديون، ثم تحول إلى الأورج ليصبح أحد أبرع عازفي جيله، قبل أن يتجه إلى التلحين ويقدم أول أعماله “إمسكوا الخشب” للفنانة مها صبري عام 1975.

خلَّد الشريعي تراثًا موسيقيًا ضخمًا، تضمن أكثر من 40 موسيقى تصويرية لأفلام مثل “البرئ” و”حليم”، وأكثر من 80 مسلسلًا تلفزيونيًا أبرزها “رأفت الهجان” و”أرابيسك”، بالإضافة إلى 150 لحنًا غنَّاها عمالقة الطرب مثل فيرويز وعبد الحليم حافظ.

أسس الشريعي عام 1980 فرقة “الأصدقاء”، التي جمعت أصواتًا مثل منى عبد الغني وحنان، وحاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة، مع التركيز على القضايا الاجتماعية. كما ساهم في اكتشاف مواهب مثل آمال ماهر وأحمد الحجار، مؤكدًا دور الفن في صناعة النجوم.

. ورحل عام 2012 تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يعدّ مدرسةً في الإصرار والتفرد، حيث حوَّل تحديات الإعاقة إلى نوتاتٍ عزفت سيمفونيةً من النجاح.