الشبكة نيوز : علاج الجذام بالمضادات فى تطور مستمر.. والعلاج البيولوجى أمل جديد

الجذام (Leprosy) هو مرض جلدى مزمن وشديد التأثير، يصيب الجلد ويعمل على تلف الأعصاب، ويعد السبب الرئيسى فى تكاثره هى بكتيريا Mycobacterium leprae، وفى الأسبوع التوعوى لهذا المرض، قال الدكتور محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية كلية طب قصر العينى، واستشارى أول الأمراض الروماتيزمية والمناعية، خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، إن هذا المرض هو مرض يهوى العيش بين الأعصاب الطرفية، على الرغم من كونه مرضا جلديا ومن هنا تأتى آثاره على الجلد والأطراف.

مرض الجذام

وتابع “سليمان” مؤكدا أن هذا الميكروب الحاد، والذى يطلق عليه “ميكروباكتيريوم ليبرا” يدخل مباشرة على الأغشية المخاطية بجوانب الجلد، لذا يفضل المكوث بجوانب الأنف والفم والوجه، والأطراف وخاصة اليدين، ليتلف الأعصاب ويؤثر على الإحساس فيها تدريجيا، ويمكن أن تبدأ فى الفقدان والتساقط فى بعض الحالات.

ليس الأمر مرعبا كما يصفه البعض، هكذا أكد الدكتور محسن سليمان، متابعا أن هذه العدوى لا تنفذ إلى جسم مناعته متوسطة أو كبيرة، وإن نفذت لا تؤثر، وهو السبب فى عدم إصابة كثير من المخالطين لمرضى الجذام بالمرض.

إذا كان المريض مناعته متوسطة إلى عالية، يمكن علاج لعدوى بسهولة، له بعض الأعراض والتى منها، تساقط وتطاير بؤر من الشعر فى الجسم، وبؤر فى الرأس، وتأثير على شكل الأطراف، والأنف والعينيين، فقدان الإحساس فى بعض مناطق الجسم.

علاج الجذام

أكد أستاذ الجلدية أن بروتوكلات علاج الجذام على مر الزمان كانت تعتمد على المضادات الحيوية المحدودة، والتى لا يتخطى عددها 3 أنواع، ولكن مؤخرا يتم التركيز على العلاج بنوع واحد من هذه المضادات الفعالة، ومادته الفعالة هى “الريميكتازيل” والتى تعتمد بشكل أساسى على التعامل مع تكاثر بكتيريا الجذام البطيئة جدا، هذا التكاثر البطىء هو الذى يعرقل عمل معظم المضادات الحيوية، ويستغرق العلاج على المدى البعيد والقريب أسهر قد تصل حد الـ6 أشهر، ولكن تلك المادة الفعالة أوجدت نتائج فعالة وحقيقية فى الشفاء بجانب مناعة الشخص التى تؤثر بشكل كبير مدى نجاح العلاج.

وأكد سليمان أن الكثير من التجارب والدراسات تتم مؤخرا حول بعض العلاجات “البيولوجية”، تلك التى أكدت نجاحها معمليا، وأثبتت الدراسات هذا الأمر، إلا أن تجاربها وتطبيقها على أرض الواقع مع الحالات أمر لازال مبكرا.

ويمكن الوقاية من هذا المرض من خلال منع التعرض ومخالطة المصاب، إمكانية الحصول على تطعيم مقاوم للبكتيريا للمخالطين وفى الأسرة الواحدة، إذا كان هناك تاريخ عائلى للمرض فى بعض الحالات التى يحددها الأطباء.