الشبكة نيوز : أسطورة رياضية.. بيتر شمايكل غيّر مفهوم حراسة المرمى

في تاريخ كرة القدم، هناك حراس مرمى لا يُذكر اسمهم إلا مقرونًا بالعظمة، وبيتر شمايكل هو واحد من هؤلاء الأساطير الذين غيروا مفهوم حراسة المرمى بأسلوب لعب فريد، وشخصية قيادية جعلته رمزًا فى مركزه. بأدائه الاستثنائي، وتصدياته الحاسمة، وروحه القتالية، أصبح شمايكل أحد أعظم الحراس في تاريخ اللعبة، وركيزة أساسية في أمجاد مانشستر يونايتد ومنتخب الدنمارك.

وُلد بيتر شمايكل في 18 نوفمبر 1963 في جلادساكسه بالدنمارك، وبدأ مسيرته في الدوري المحلي قبل أن يلفت أنظار الكبار بفضل ردود فعله السريعة وحضوره الطاغي في منطقة الجزاء. بعد تألقه مع نادي بروندبي، جاءته الفرصة الحقيقية عندما تعاقد معه مانشستر يونايتد عام 1991، ليبدأ فصلاً جديدًا من المجد في مسيرته الكروية.

في قلعة “أولد ترافورد”، لم يكن شمايكل مجرد حارس مرمى، بل كان قائدًا في الملعب، يوجه زملاءه ويمنحهم الثقة بفضل تصدياته المذهلة. كان جزءًا لا يتجزأ من الجيل الذهبي للسير أليكس فيرجسون، وساهم بقوة في تتويج مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي خمس مرات، إلى جانب العديد من البطولات الأخرى، لكن المجد الأكبر جاء عام 1999 عندما لعب دورًا بطوليًا في تحقيق الثلاثية التاريخية، حيث تألق في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ، ليُنهي مسيرته مع اليونايتد بأفضل طريقة ممكنة.

أما على المستوى الدولي، فقد كان شمايكل أحد أبرز عناصر المعجزة الدنماركية في يورو 1992، عندما قاد منتخب بلاده للتتويج بالبطولة بعد أداء خارق، وتصديات مذهلة جعلته بطلًا قوميًا في بلاده. كانت البطولة خير شاهد على قدراته، بعدما تصدى لمحاولات كبار مهاجمي أوروبا وأثبت أنه أحد أعظم الحراس في تاريخ اللعبة.

بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، خاض تجارب قصيرة مع سبورتينج لشبونة، وأستون فيلا، ومانشستر سيتي، قبل أن يعلن اعتزاله عام 2003، تاركًا إرثًا لا يُنسى في عالم كرة القدم. بفضل أسلوبه الفريد، وشخصيته القيادية، يُعتبر شمايكل نموذجًا يُحتذى به في مركز حراسة المرمى، وأحد أكثر الحراس تأثيرًا في تاريخ اللعبة.