الشبكة نيوز : أسطورة رياضية.. ديدا الحارس البرازيلي الذي كسر قواعد حراسة المرمي

في تاريخ كرة القدم البرازيلية، طالما تألقت أسماء المهاجمين وصناع اللعب، لكن هناك من كسر هذه القاعدة وفرض نفسه كواحد من أعظم الحراس في تاريخ “السيليساو”.

إنه نيلسون دي جيسوس سيلفا، الشهير بـديدا، الحارس الذي صنع تاريخًا مذهلًا مع المنتخب البرازيلي ونادي ميلان، وأثبت أن البرازيل لا تُنجب فقط مهاجمين موهوبين، بل أيضًا حراسًا من الطراز العالمي.

وُلد ديدا في 7 أكتوبر 1973 في مدينة إيراريا بالبرازيل، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي فيتوريا، حيث لفت الأنظار بفضل طوله الفارع (1.95 متر) وردود فعله السريعة. انتقل بعد ذلك إلى كروزيرو، وهناك تألق بشكل لافت، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب كأس ليبرتادوريس 1997، ليصبح من أبرز الحراس في أمريكا الجنوبية.

بعد تجربة قصيرة في أوروبا مع لوغانو السويسري وكورنثيانز البرازيلي، انتقل ديدا إلى نادي ميلان الإيطالي عام 2000، لكنه لم يحصل على الفرصة الكافية في البداية. عاد ليحجز مكانه الأساسي بداية من موسم 2002-2003، ليبدأ واحدة من أعظم الفترات في تاريخ الحراسة العالمية.

كان ديدا عنصرًا رئيسيًا في تتويج ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا 2003، حيث تألق في النهائي أمام يوفنتوس وتصدى لركلتي ترجيح، ليقود “الروسونيري” إلى المجد الأوروبي. لم يتوقف نجاحه عند هذا الحد، بل كان أحد أعمدة الفريق الذي توج بلقب دوري الأبطال 2007، عندما تألق في النهائي أمام ليفربول.

مع المنتخب البرازيلي، كان ديدا جزءًا من الجيل الذهبي الذي توج بلقب كأس العالم 2002، لكنه كان الحارس البديل لماركوس. ومع ذلك، حصل على فرصته لاحقًا، وأصبح الحارس الأساسي للبرازيل في كأس العالم 2006، حيث قدم أداءً قويًا، رغم خروج “السيليساو” من ربع النهائي أمام فرنسا. كما توج مع المنتخب بلقب كوبا أمريكا 1999 وكأس القارات مرتين (1997 و2005).

تميز ديدا بأسلوبه الهادئ، وردود فعله السريعة، وقدرته الفريدة على التصدي لركلات الترجيح، مما جعله واحدًا من أعظم الحراس في تاريخ كرة القدم. لم يكن فقط أول حارس برازيلي يحظى بمسيرة طويلة في أوروبا، بل كان أيضًا أول حارس أسود يشارك كأساسي مع البرازيل في كأس العالم منذ جيلدين في 1950، وهو ما جعل منه رمزًا في كرة القدم البرازيلية.

اعتزل ديدا اللعب عام 2015 بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقدين، لكنه ظل جزءًا من عالم كرة القدم، حيث عمل كمدرب للحراس، ليساهم في تطوير الأجيال القادمة.