الشبكة نيوز : أسطورة رياضية.. ليف ياشين “العنكبوت الأسود” وأعظم حارس فى تاريخ كرة القدم

في عالم كرة القدم، هناك أسماء خالدة لا تمحى من الذاكرة، وليف ياشين واحد من هؤلاء الذين غيروا مفاهيم اللعبة، خاصة فى مركز حراسة المرمى. لم يكن مجرد حارس مرمى عادي، بل كان ظاهرة فريدة بأسلوبه الثوري في التصدي للهجمات، وقيادته للدفاع بطريقة لم تكن مألوفة من قبل. حتى اليوم، يظل ياشين الحارس الوحيد في التاريخ الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية، وهو إنجاز لم يقترب منه أي حارس آخر.

البداية ومسيرة العطاء

وُلد ليف ياشين في 22 أكتوبر 1929 في العاصمة السوفيتية موسكو، وبدأ مسيرته مع نادي دينامو موسكو، حيث أمضى كامل مشواره الاحترافي بين عامي 1950 و1970. رغم بدايته المتعثرة، إلا أن موهبته الاستثنائية سرعان ما ظهرت، ليصبح الحارس الأساسي للفريق ومنتخب الاتحاد السوفيتي، ويبدأ في فرض نفسه كأفضل حارس في عصره.

تميز ياشين بردود فعله السريعة، وقدرته على قراءة هجمات الخصوم قبل حدوثها، وهو ما جعله أشبه بـ”عنكبوت” يلتقط كل كرة تقترب من مرماه، مما أكسبه لقب “العنكبوت الأسود”، نظرًا لزيه الأسود المعتاد الذي كان يرتديه أثناء المباريات.

إنجازات تاريخية وأرقام قياسية

توج ياشين مع منتخب الاتحاد السوفيتي بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 1960، وهو أول لقب قاري في تاريخ البطولة، كما قاد منتخب بلاده للوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 1966، في أفضل إنجاز مونديالي للسوفييت.

أما على المستوى الفردي، فقد حقق ياشين إنجازًا لم يتكرر حتى الآن، عندما فاز بجائزة الكرة الذهبية عام 1963، ليصبح الحارس الوحيد في التاريخ الذي نال هذا الشرف. كما حافظ على نظافة شباكه في أكثر من 270 مباراة، وتصدى لأكثر من 150 ركلة جزاء، في رقم يصعب كسره حتى اليوم.

إرث خالد وتأثير ممتد

اعتزل ياشين كرة القدم عام 1970 بعد مسيرة حافلة، لكنه لم يبتعد عن الملاعب، حيث استمر في دعم كرة القدم السوفيتية، وأصبح رمزًا رياضيًا عالميًا. في عام 1994، وبعد وفاته، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تكريم اسمه بإطلاق جائزة أفضل حارس مرمى في العالم باسمه، والتي تُمنح سنويًا لأفضل حارس مرمى في العالم.

ليف ياشين لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان أسطورة غيرت مفهوم الحراسة في كرة القدم. بأسلوبه الفريد، وقيادته الاستثنائية، وتحطيمه للأرقام القياسية، سيبقى “العنكبوت الأسود” خالدًا في ذاكرة كرة القدم إلى الأبد.