الشبكة نيوز : أميرة مكاوي تكتب: موسم رمضان جهد لا يمكن إنكاره والبطل الرئيسي هو الفكرة

بدأ الجزء الثاني من الموسم الدرامي الرمضاني فيما يخص المسلسلات التي تتكون من خمسة عشرة حلقة ومن متابعة الحلقات الأولى مما قدم، نستطيع أن نرى بمنتهى التجرد أننا أمام أعمال فنيه بذل فيها من الجهد ما لا يمكن إنكاره، وأن البطل الرئيس في معظمها هو الموضوع والفكرة، وأننا أمام أعمال البطولة في أغلبها جماعية وليست أعمال النجم الأوحد كما أننا أمام تميز واضح من مخرجي الأعمال المقدمة.

وخير ما يمكن البدء بالحديث عنه مسلسل قهوة المحطة للكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج إسلام خيري مقهى مصري بجانب محطة القطار يرتادها الكثيرين نظرا لموقعها، تشبه العديد من المقاهي، ولكنها تحمل خصوصية نظرا لطبيعة روادها الذين تم تقديمهم في حلقة استهلاليه على لسان الكاتب أحد رواد المقهى المراقب للجميع عله يجد بينهم ما يلهمه، وما بين مالك المقهى الآتي من الجنوب وعامل بلا هويه وآخر متعاطي للمخدر ورواد دائمين وشاب حالم آتي من الصعيد ليحقق حلمه بأن يكون ممثل نجم في القاهرة تحدث الجريمة في لحظة خاطفه مع انقطاع الكهرباء.

يقتل الحالم في الحلقة الأولى لتبدأ تحقيقات في جريمة قتله ربما يبدو للوهلة الأولى أننا أمام عمل يناقش جريمة ويبحث عن القاتل ولكن لأننا أمام عمل لعبد الرحيم كمال الحكاء الذي تحمل حكاياته العديد من الطبقات ويغزل في قصصه ما يثير التفكير نجد في الحلقات التالية ضابط شاب مثقف يبدأ التحقيق مع رواد المقهى ومالكها ومن أقوال المشكوك بهم ترتبك كمشاهد ويبدأ عقلك في التفكير، هل هو يحقق معهم أم نحن كمشاهدين نرى تحقيقا مع المجتمع الذي أنتج قصصهم وأوصل كل منهم إلى أقواله التي ترى فيها تحكم العادات أو العرف أو الحاجة إلى المال أو قسوة المجتمع في كل من خضع للتحقيق إلى الآن ويتجلى المعنى الأكبر على لسان الكاتب والسيناريست في التحقيق انها جريمة قتل للرهافة  ومع استعراض لمحات من حياة كل رواد المقهى وفلاش باك لمؤمن الحالم المقتول ترى قصاصات من حكايات بشر من الممكن أن تراهم وتأخد عنهم انطباعا، ولكن حقيقتهم شيء آخر.

وعلى الرغم من أن الحدث الرئيس أو حتى حكايات الأبطال يها من القتامة الكثير الا أن المخرج إسلام خيري قدم إلى الآن صورة جمالية شديدة الخصوصية مع واقعيه ظاهرة، ولكن بهدوء ساعده فيها الديكور المميز لأحمد فايز والصورة الرائعة لمحمد سليمان وموسيقى تصويريه للنابلسي اسلام خيري أدرك تماما طبيعة النص وقدمه برؤية سينمائية حالمة رغم قتامة ما يدور من أحداث ولا بد أن أشيد باختيار فريق العمل من الممثلين وعلى رأسهم بيومي فؤاد الذي يقدم أحد أنضح أداءاته منذ بداية مشواره الفني وأداء أحمد خالد صالح لدور الضابط المحقق وأحمد غزي هذا الشاب الذي يملك موهبة هادرة والوجه الصاعد عمر شريف بدر الذي قوم بدور الابن المدمن قهوة المحطة ليست فقط مقهى حدث بها جريمة ولكنها مقهى بها حكايا بشر فعلت بهم الحياة الكثير .

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025