الشبكة نيوز : حكايات زمان.. عندما فرض يوسف وهبي الصيام على جمهور المسرح

كان هذا عنوان موضوع صحفى نشرته مجلة الكواكب عام 1957 عن حياة الفنان الكبير يوسف وهبى عميد المسرح ابن الذوات الذى عاند أسرته وعشق الفن وعمل به وأنفق أغلب ثروته عليه، بعد أن ندهته نداهة التمثيل، وقرر أن يحقق حلمه مهما كان الثمن.

تناولت المجلة فيما نشرت دور يوسف وهبى فى تطوير المسرح المصرى ووضع تقاليده وفرض احترامه وقدسيته، وذلك بالتزامن مع ذكرى تأسيس فرقة رمسيس التى أسسها وهبى فى 10 مارس عام 1923، فكانت بداية نهضة مسرحية ومرحلة جديدة فى تاريخ المسرح، حيث كان حال المسرح قبلها مختلفاً عما بعدها، واستطاع الفنان الكبير أن يساهم فى تغيير النظرة الدونية  للفن والفنان.

ففى عام 1923 عاد يوسف وهبى إلى مصر من رحلة عمل فيها لفترة فى مسارح فرنسا وإيطاليا أثرت فى تكوينه الفنى والثقافى، وضم إلى فرقة رمسيس نجوم الفن وقتها، عزيز عيد وروزا ليوسف وفاطمة رشدى وحسين رياض وزكى طلليمات، ومع تكوين الفرقة بدأت نهضة جديدة فى الفن، حيث خصصت الصحف اليومية أبواباً للنقد الفنى، وصدر عدد من المجلات الفنية ولمعت أسماء نجوم الصحافة الفنية وأسماء مؤلفين فى الترجمة والتأليف.

ووضع يوسف وهبى تقاليد جديدة للمسرح، حيث كانت الفرق المسرحية قبل إنشاء فرقة رمسيس لا ترفع الستارة إلا بعد أن تمتلئ الصالة بالمتفرجين دون موعد ثابت، وكان مسموحاً للمتفرجين تناول الطعام وشرب المشروبات أثناء المسرحية، فمنع يوسف وهبى هذه الممارسات، وحدد موعداً لرفع الستار يومياً، ومنع المتفرجين من تناول الطعام وشرب الشاى والقهوة أثناء المسرحية.

كما كانت الفرق المسرحية تستعين بالمطربين والمطربات لتسلية الجمهور فى فترات الاستراحة، فجعل يوسف وهبى برنامج الفرقة مقتصراً على التمثيل فقط، كما كانت الفرق المسرحية تلجأ إلى بعض الاساليب الرخيصة فى الدعاية، واهتم بتوعية جمهور المسرح، وتقديم موضوعات هادفة ومناقشة القضايا الجادة مثل الزواج من أجنبيات، وأطفال الشوارع، ومحاربة الاستعمار والفساد، كما أنه منع التدخين فى قاعات العرض، وعوّد أفراد فرقته على احترام مواعيد رفع الستار، والالتزام بالنص، وتنفيذ تعليمات المخرج ولكن المسرح المصرى عرف فكرة الدعاية الصحفية لأول مرة بعد إنشاء فرقة رمسيس.

وهكذا جعل يوسف وهبى للمسرح المصرى سمعة طيبة، وأن يخلق للممثل مكانة محترمة فى الأوساط الاجتماعية بعد أن كان يطلق عليه اسم اللعيب أو المهرج ويهرب الناس حتى من السكن إلى جواره، وتتبرأ منه عائلته، كما انفق يوسف وهبى الذى أطلق عليه لقب عميد المسرح أغلب ثروته االتى ورثها عن والده لتطوير المسرح.