الشبكة نيوز : حكايات زمان.. يوسف شاهين كاد يتسبب فى تفجير الميناء وموت فاتن حمامة حرقا

كان المخرج العالمى يوسف شاهين يحرص دائماً على أن تكون مشاهد أفلامه واقعية، وعلى إتقان هذه المشاهد لتقترب من الحقيقة بشكل تسبب أحياناً فى مخاطر تعرض لها النجوم الذين عملوا معه وكادت تصل فى بعض الأحيان إلى كوارث، ومن بين هذه المشاهد الخطيرة ما حدث للفنانة الكبيرة فاتن حمامة خلال تصوير أحد مشاهد فيلم صراع فى الميناء الذى شارك فى بطولته عمر الشريف وأحمد رمزى إنتاج عام 1956، وهو ما حكته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى مقال لمجلة الكواكب نشر عام 1956 تحت عنوان: “فاجعة فى الزورق الصغير”.

وقالت الفنانة الكبيرة إن من بين المشاهد التى لا تنساها مشهدا تم تصويره فى قارب صغير بميناء الإسكندرية اقتربت فيه من الموت، وكادت تحدث كارثة وتفجير هائل.

وأوضحت أن المشهد كان يقتضى أن تكون وسط البحر، وأن تستقل قارباً صغيراً بينما تشتعل النيران بجواره فى الباخرة التى يعمل بها حبيبها، واستقلت هى واثنان من الكومبارس الزورق وسط الماء، بينما تتطاير النيران من الباخرة وهى تصرخ على حافة القارب ضمن أحداث المشهد، وخشية أن تسقط فى الماء كلف المخرج يوسف شاهين رجلاً عجوزاً ضمن العاملين بالفيلم أن يقبع فى جوف اللنش ويمسك بفاتن حمامة حتى لا تسقط أثناء تأرجح القارب.

وأشارت فاتن حمامة إلى أنه أثناء التصوير ظلت النيران تتساقط بشدة من الباخرة فى اتجاه القارب الذى تستقله بطريقة مرعبة حتى أنها كانت تصرخ صراخاً حقيقياً، بينما يتشبث الرجل العجوز بقدمها حتى لا تسقط، وأكدت الفنانة الكبيرة أنها لم تكن تعلم هل كان الرجل وقتها خائفاً عليها أم على نفسه من هول المشهد والنيران، فيما كان يوسف شاهين يشير إلى باقى العمال بأن يقذفوا المزيد من النيران حتى يبدو المشهد طبيعياً، وانتهى قذف اللهب وكان المفروض أن تقول فاتن حمامة شيئاً وأن تتحرك فى اللنش ولكنها وجدت نفسها مكبلة القدمين ولا تستطيع التحرك لأن الرجل العجوز تشبث بقدمها ورفض أن يتركها تتحرك، ونظرت إليه لتجده قد أخفى وجهه بقاع اللنش وطلبت منه أن يترك قدمها فرفض، وهنا تدخل يوسف شاهين بغضب وأوقف التصوير، وقال: “جرى إيه يا رجل أنت”، وهنا أفاق الرجل الذى كان فى شبه غيبوبة مما حدث وهب واقفاً وهو ينظر للفنانة الكبيرة ولا يصدق أنها بخير قائلا: “الحمد لله إنك سليمة”.

وأكدت فاتن حمامة أنه برغم قوة المشهد، وأن النيران كادت تلتهمها بالفعل إلا أن شاهين أشار إلى أنه ستتم إعادته مرة ثانية، وهو ما حدث حتى انتهى من تصوير المشهد الخطير.

وقالت الفنانة الكبيرة إنها عندما ذهبت إلى البيت ومعها زوجها وقتها الفنان العالمى عمر الشريف لاحظت حالة الوجوم والصدمة على وجهه، فسألته عن السبب فأجاب قائلاً: “تعرفى يا فاتن إن اللقطة بتاعة النهاردة كان ممكن يحصل فيها كارثة بصحيح، ولكن ربنا سلم”، مؤكداً أنه بعد انتهاء المشهد عرف أن القارب كان به 10 صفائح من البنزين كان ممكن أن تنفجر بسبب النيران المتطايرة وتسبب كارثة وتفجير فى الميناء تذهب ضحيتها زوجته وعدد كبير من الضحايا.