الشبكة نيوز : دراسة تكشف مفاجأة عن هذا الفيتامين.. يقلل احتمالات سرطان القولون للنصف

يُعد سرطان القولون والمستقيم (CRC) أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وخاصةً في الدول التي تتبع نمط حياة وحمية غربية، يُشخَّص 1.2 مليون حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم سنويًا حول العالم، مما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال وثالث أكثرها شيوعًا لدى النساء.

في الولايات المتحدة، يُعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال والنساء الأمريكيين، باستثناء سرطانات الجلد، وفقا لموقع ” eatingwell” يبلغ خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مدى الحياة حوالي واحد من كل 24 رجلًا وواحد من كل 26 امرأة، وذلك حسب عوامل الخطر.

يسعى العلماء دائمًا إلى إيجاد طرق للحد من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان القولون والمستقيم، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، في مراجعة لدراسات منشورة سابقًا، ركز الباحثون على العلاقة بين فيتامين د وسرطان القولون والمستقيم، نُشرت المراجعة في أبريل 2025 في مجلة Nutrients  دعونا نستعرض نتائجهم بالتفصيل.

كيف تم إجراء هذه الدراسة؟

كانت هذه الدراسة بمثابة مراجعة، مما يعني أن الباحثين قاموا بتقييم مجموعة متنوعة من الدراسات السابقة للبحث عن الروابط الشاملة التي تشترك فيها النتائج.

قام الباحثون بالبحث في قواعد البيانات العلمية عن دراسات حول سرطان القولون والمستقيم وفيتامين د، وفي حين أنهم عثروا في البداية على أكثر من 10000 دراسة، إلا أنهم انتهى بهم الأمر بالعثور على 50 دراسة فقط بعد غربلتها وإزالة الدراسات المكررة وتلك التي لا تلبي معاييرهم.

على وجه التحديد، أراد الباحثون فقط تضمين دراسات أجريت على مشاركين بالغين مصابين بسرطان القولون والمستقيم أو يعانون من نقص فيتامين د الموثق، كما بحثوا في الحالات التي تناول فيها المشاركون مكملات فيتامين د كجزء من الدراسة.

ماذا أظهر؟

وفقًا لهؤلاء الباحثين، ثبت أن لفيتامين د فوائد عديدة لأجسامنا، بما في ذلك دعم التواصل بين الخلايا العصبية، وتنظيم ضغط الدم، والوقاية من التهابات الجهاز التنفسي، كما يلعب دورًا في الحفاظ على صحة الأمعاء، ومستويات هرمون الغدة الدرقية، ومستويات السكر في الدم، وحتى التخفيف من الآثار الضارة للشيخوخة. كما يعمل فيتامين د كمضاد للأكسدة، حيث يقلل الالتهاب، ويكبح الاستجابات المناعية الذاتية، ويدعم وظيفة الخلايا المناعية.

ويستشهد الباحثون أيضًا بدراسة سابقة تشير إلى أن فيتامين د يمنع نمو الخلايا غير المنضبط وتكوين الأوعية الدموية الجديدة التي “تغذي” الخلايا السرطانية (تسمى تكوين الأوعية الدموية) وتعزز موت الخلايا المبرمج (قتل الخلايا غير الطبيعية).

على وجه التحديد، أفاد أحد التحليلات التلوية لـ 31 دراسة أصلية أنه مقارنة بأقل كمية غذائية من فيتامين د (10 نانوجرام/مل)، فإن أعلى كمية (80 نانوجرام/مل) أظهرت انخفاضًا بنسبة 25% في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أظهرت دراسة صحة الممرضات، وهي دراسة أمريكية طويلة الأمد تُستخدم للعثور على الروابط بين عوامل نمط الحياة وخطر الإصابة بالأمراض، أن النساء اللاتي يتناولن أعلى كمية من فيتامين د كان لديهن خطر أقل بنسبة 58% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بأولئك اللاتي يتناولن أقل كمية من فيتامين د.

بشكل عام، وجد الباحثون أن فيتامين د، سواءً كان غذائيًا أو مكملًا غذائيًا، يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وعلاجه، وذلك من خلال تقليل الالتهاب، وتنظيم الاستجابات المناعية، وتعزيز موت الخلايا السرطانية، وتثبيط نمو الورم، بالنسبة لمرضى سرطان القولون والمستقيم، قد يساعد فيتامين د على تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، وتقليل معدلات الوفيات الناجمة عنه.

كانت هناك بعض القيود على هذه المراجعة، أولاً، على الرغم من أن العديد من الدراسات أظهرت فوائد وقائية لفيتامين د على سرطان القولون والمستقيم، إلا أن معظمها لم يتمكن من تحديد الآليات التي تحدث من خلالها هذه الفوائد، كما أشار مؤلفو الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من التجارب السريرية العشوائية واسعة النطاق، والتي ستوفر إجابات أكثر تفصيلاً، بما في ذلك الجرعة المثلى وتركيبات مكملات فيتامين د.

كيف ينطبق هذا على الحياة الواقعية؟

يُعدّ فيتامين د من الفيتامينات التي يُعاني المصابون به من نقص شائع، يُقدّر نقص فيتامين د عالميًا بين 30% و50%، مع وجود معدلات أعلى في فئات سكانية مُحددة.

تشمل عوامل الخطر المرتبطة بنقص فيتامين د كونك امرأة، أو تعيشين في مناطق تشهد مناخات شتوية أكثر برودة، أو أن يكون لديك بشرة داكنة، أو تعيشين في بلد منخفض ومتوسط الدخل حيث قد تكون التغذية السليمة والمكملات الغذائية محدودة أكثر.

إلى جانب الاستعداد الوراثي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، تشمل عوامل الخطر الأخرى التقدم في السن، ونمط الحياة الخامل، واتباع نظام غذائي غني بالدهون غير الصحية واللحوم الحمراء وقليل الألياف. كما يلعب اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء دورًا في ذلك، بالإضافة إلى الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، والسمنة، والضعف، وداء السكر.

نظرًا لاحتمالية الإفراط في تناوله والإصابة بتسمم فيتامين د ، يُنصح بمعرفة مستويات فيتامين د في دمك قبل البدء بتناول مكملاته، يمكن إجراء ذلك بطلب فحص دم من طبيبك، إذا كنت تعاني من نقص، فإن استشارة أخصائي تغذية مُعتمد ستساعدك في تحديد الأطعمة وكمياتها اليومية اللازمة لرفع مستويات فيتامين د، كما يُمكن لأخصائي التغذية المُعتمد مساعدتك في تناول المكملات، إذا رغبت بذلك أو إذا كان ذلك مُوصى به.

على الرغم من قلة مصادر فيتامين د الغذائية، إلا أن المصادر التي تحتوي عليه تشمل صفار البيض والأسماك الدهنية (مثل السلمون والتونة والماكريل والسردين) والفطر، كما تحتوي منتجات الألبان المدعمة وعصير البرتقال على فيتامين د، ويشير الباحثون إلى أن اتباع نظام غذائي شامل قد يكون استراتيجية أفضل من التركيز على عنصر غذائي واحد معزول.