التخطي إلى المحتوى

الشبكة نيوز :
شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث

الشبكة نيوز : 
                                            شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث
الشبكة نيوز :
شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث


الشبكة نيوز :
شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث

في مثل هذا اليوم، 12 أبريل من عام 1937، لم يكن العالم يدرك أنه على موعد مع ثورة ستبدّل مفاهيم الطيران إلى الأبد، ففي مدينة رجبي بإنجلترا، وتحديدًا داخل أروقة مصنع “بريتش تومسون هيوستون”، سُمع لأول مرة هدير أول محرك نفاث يعمل بنجاح على الأرض، صمّمه الشاب البريطاني الطموح السير فرانك ويتل، ورغم أن المحرك لا يزال في طور التجربة، لم يُركّب بعد على أي طائرة، ولكن صوته وحده كان كافيًا ليعلن بداية عصر جديد في سماء العالم.

ويتل، الذى كان طيارًا فى سلاح الجو الملكي البريطاني، آمن أن السرعة والطيران العالي لا يمكن أن تتحقق إلا بالخروج من عباءة المحركات التقليدية. ورغم تجاهل فكرته لسنوات منذ أن سجّل أول براءة اختراع عام 1930، عاد في هذا اليوم ليُثبت أن نظريته لم تكن جنونًا، بل كانت سبقًا حقيقيًا.

البداية: فكرة ولدت من خيبة أمل

في أواخر العشرينات، وبينما كان العالم ما زال مأخوذًا بفكرة الطائرات ذات المراوح، كان فرانك ويتل، الطيار الشاب في سلاح الجو الملكي، يفكر في المستقبل.

أدرك أن المحركات التقليدية وصلت إلى حدودها الفيزيائية، وأن الطيران بسرعات عالية وارتفاعات شاهقة لن يتحقق إلا بكسر هذه الحدود.

سنة 1929، كتب ويتل أول ورقة بحثية عن الدفع النفاث، ثم سجّل براءة اختراعه الأولى عام 1930، لكن فكرته لم تُقابل بالحماسة، بل بالسخرية أحيانًا والرفض في معظم الأوقات، ولأن وزارة الطيران البريطانية آنذاك لم تكن مستعدة لمثل هذا النوع من الابتكار، اضطر ويتل إلى اللجوء للقطاع الخاص، مؤسسًا شركة Power Jets Ltd بمساعدة عدد قليل من الداعمين والمستثمرين.

الاختبار الحاسم: 12 أبريل 1937

في هذا اليوم، وبعد سنوات من التصميم والتعديل والتجارب غير الناجحة، انطلقت أول تجربة فعلية لمحرك نفاث يعمل على الأرض. كان المحرك مثبتًا داخل منصة اختبار بسيطة في أحد أقسام مصنع «بريتش تومسون هيوستون»، ورغم المعوقات الفنية والخوف من الانفجار أو الفشل، إلا أن المحرك اشتغل — ارتفع هديره تدريجيًا حتى وصل إلى سرعة غير مسبوقة، مُطلقًا صرخة ميلاد تقنية جديدة لم يعرفها العالم من قبل، لم يكن هذا مجرد اختبار، بل لحظة حاسمة غيرت معادلة الزمن في عالم الطيران.

لماذا كان المحرك النفاث ثورة؟

المحركات النفاثة لا تعتمد على المراوح لدفع الطائرة، بل تستخدم قوة الدفع المباشر الناتجة عن احتراق الهواء والوقود، مما يمنح الطائرة قدرة هائلة على الطيران بسرعات وارتفاعات كانت مستحيلة سابقًا، وبالمقارنة مع المحركات المكبسية، فإن المحركات النفاثة أخف، أكثر كفاءة في السرعات العالية، وتعمل بسلاسة أكبر على ارتفاعات شاهقة، ولعل هذا ما فتح الباب أمام اختراعات مثل:
– الطائرات المقاتلة النفاثة في الحرب العالمية الثانية (مثل Gloster Meteor البريطانية وMe 262 الألمانية)
– الطائرات التجارية فائقة السرعة (مثل الكونكورد)
– الطيران المدني العالمي الذي نعرفه اليوم، والذي لا يمكن تخيله بدون الدفع النفاث.

ويتل..الرجل الذى حلق بحلمه

رغم الصعوبات، لم يتخلّ فرانك ويتل عن فكرته. كان يعمل ليلاً ونهارًا على تصميم المحرك وتطويره، حتى نُقل إلى المستشفى أكثر من مرة بسبب الإرهاق الشديد، وفي نهاية المطاف، حصل على اعتراف رسمي بفضله العلمي، وحاز لقب “سير” عام 1948، كما حصل على عضوية زمالة الجمعية الملكية البريطانية (F.R.S)، لكنه كثيرًا ما عبّر عن شعوره بالخذلان من بطء تبني فكرته داخل بلده مقارنة ببعض الدول الأخرى، مثل ألمانيا، التي طورت محركاتها النفاثة بوتيرة أسرع.

 

الشبكة نيوز :
شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث

الشبكة نيوز :
شرارة السماء: كيف غير فرانك ويتل وجه الطيران بمحركه النفاث
#شرارة #السماء #كيف #غير #فرانك #ويتل #وجه #الطيران #بمحركه #النفاث