الشبكة نيوز : صفاء الليثى تكتب: أعمال أثارت الجدل وحركت المياه الراكدة

 
في النصف الأول تنافست مسلسلات ولاد الشمس، أخواتي، قلبي ومفتاحه، والنص على المركز الأول، وتلاها جودر 2 وأثينا في مراكز تالية وخرج من السباق عقبال عندكم والكابتن، ولم يحظى الشرنقة بمشاهدات يستحقها لعدم عرضه على القنوات، ومن تابعوه أعربوا عن إعجابهم به والقضية التي يطرحها، في المقابل العرض الحصري لمسلسل النص على منصة غير معروفة للغالبية أثر على نسبة المشاهدة ولم يتم الانتباه إليه إلا بعد عدة أيام فزاحم على المراكز الأولى وسعدنا بالإعلان عن قرار أن يمتد لجزء ثان أتصور أنها قابلة للزيادة حيث جرت أحداث النص في الثلاثينيات ويمكن أن نتتبع التاريخ مع حكاية من ظرفاء مصر عبر العصور.

في النص الثاني ولم نكد ننتهي من حالة التأثر بأعمال النصف الأول حتى بدأنا في التعلق بأعمال النصف الثاني وخاصة مع لام شمسية وظلم المصطبة ومقهى المحطة في المركز الأول وتلاها عايشة الدور وحسبة عمري والغاوي الذي لم يصل إلى مستوى التوقعات المنتظرة من عمل للنجم أحمد مكي خالف انبهارنا بالملصق له مع الحمام، صورة العمل الرائعة وحدها لم تغطي على خلل السرد وانحراف العمل عن قصة شخصية الغاوي والتعثر مع شخصيات مقدمة على شكل اسكتشات مع ترك الحدث الرئيس بخطف الطفل بل وموته في منتصف الحلقات، لم يتمكن مكي من التخلص من صورة شخصية الكبير التي فدمها بنجاح لعدة مواسم، وأرجح أن العمل تمت الموافقة عليه فقط للثقة في اسم بطله وللفكرة اللامعة التي لم تقدم لها معالجة في مستوى بكارتها.

توازى مع الصراع الدرامي للمسلسلات جدل بين المشاهدين واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي وظهرت كتابات وتسجيلات بالصوت والصورة تعلق على الأعمال الفنية أغلبها يشيد ببطلاتها وأبطالها وبعضها بعمل المخرج حتى وصلنا إلى تحية أغنيات العناوين والملصق الدعائي وشروح له. وبعد اختفاء الفوازير وبرامج المسابقات تسلى كثير من المصريين في نقد الأعمال، كثير منها اشتمل على تحليل مفصل لمشاهد من العمل، تابعت تعليقات كتبت كأنها يوميات تعلق على كل حلقة تقوم بدور التنبيه على عمل اختفى وسط الزحام أو عمل انصرف عنه المشاهدون لعدم فهمهم للاسم كما ” ظلم المصطبة ” الذي لم يكن جاذبا في البداية ثم تجمع الناس حوله وأشادوا بالتمثيل الرائع لأبطاله ريهام عبد الغفور اياد نصار وفتحي عبد الوهاب. أضاءت صور الممثلين في أدوار تالية جدران الفيسبوك وصفحات الجرائد، حظي عدد من الوجوه الجديدة باحترام ومحبة الجمهور ومعهم النقاد، المتلقي العادي كان يقود الإعلام نحو الالتفاف حول الجميل والمشرق في عناصر كثيرة لم يخلو منها عمل، ثبت نجاح مسلسلات نصف الشهر وتأكد أن 15 حلقة كافية لأن تحكي حكاية الأبطال باستثناء أن مسلسل مثل قلبي ومفتاحه احتاج لعدد أكبر من الحلقات لنفهم شخصية محمد عزت ولنستمتع أطول بأداء آسر يس، ونقف على طبيعة عقاب أسعد محمد دياب الذي قدم دور الشر بشكل استثنائي، وتنافس معه محمود حميدة بابا ماجد في ولاد الشمس.

الأطفال كان لهم نصيب من النجاح بأدوار قوية بعيدا عن تنميط تقديم الأطفال كفاكهة للعمل، أطفال تشارك في الصراع وأحيانا تكون محوره كما في لام شمسية.  في مسلسلات الثلاثين حلقة لم ينجح سوى ياسمين عبد العزيز في شخصية محببة وخاصة للنساء، توقع محبوها أن تنتصر على ظالميها وتوحدوا معها ضد عائلة زوجها الباحثين فقط على الثراء، جذب العمل المشاهدين من كل الطبقات رغم أنه يتحدث عن صراع في بيوت الأثرياء، خلافا لمسلسل لام شمسية الذي يدور في أجواء طبقة عليا ويخاطب نفس الطبقة أيضا ويبتعد عنه أبناء الطبقات الأخرى إذ يتساءلون أين هذه المدرسة؟ وكيف يمكن زيارة الطبيب النفسي وتكاليفه مرتفعة وليست في متناول الجميع، وبقي العمل عن النخبة وللنخبة مع التسليم بنجاحه في طرح قضية مسكوت عنها بأسلوب علمي ورقي فني. بينما نجح ” ظلم المصطبة” في جذب المشاهدين من قطاع أعرض من المصريين رأوا فيه أنفسهم في مرآة تظهر دواخل نفوسهم وتفضح المستور. نجحت الأعمال التي ألقت حجرا في مياه راكدة ونبهت على كثير من الخلل في مجتمعاتنا المعاصرة.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025