الشبكة نيوز :
صفاء الليثى تكتب: رومانسية قاتمة فى خروج السيد رامبو
صفاء الليثى تكتب: رومانسية قاتمة فى خروج السيد رامبو
الشبكة نيوز :
صفاء الليثى تكتب: رومانسية قاتمة فى خروج السيد رامبو
كيف تحكى الوضع الاجتماعى من خلال قصة إنسانية تبدو بسيطة، هناك الصراع الدائم بين الخير والشر وبينهما من الرماديات، هناك الخصوصية المحلية كما توجد النجدة من هناك، من العالم الأول.
في فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 2024 للمخرج خالد منصور إنتاج رشا حسني ومحمد حفظي. يفتح الفيلم على الشاب حسن مع كلبه البلدي في منزل قديم فقير لأسرة متوسطة، النافذة بالشيش الخشبي على الطراز المصري القديم، حسن مع أمه ويدور حوار نفهم منه أن هناك قضية تخص النزاع على شقتهما ويكون المشهد التالي مع الميكانيكي كارم وارث العقار عن والده يعالج جرحا في يده وحوار مع حسن ووالدته عن إخلاء الشقة نظير مبلغ زهيد، الصوت يختفي ونشاهد صرصارا على الأرض، علامات في المكان يحقق بها المخرج معنى يريد إيصاله، أسلوب سيتكرر عبر الفيلم فمرة صفحة جرنال عن السادات والسلام وصلني بمعنى الدعوة إلى الاستسلام التي ينصحه بها عمه، ومرة بشكل أوضح وحسن مستندا إلى عمود في المسجد ولوحة هو المعز المذل مقتبسة من القرآن، العلامات المعبرة واللون الأخضر الكابي مسيطر على أغلب المشاهد، لم يمنع من لمحات من الأمل في مشاهد إضاءتها مريحة سواء في مشاهد مع صديقته أسماء أو وهو في الطريق لإنقاذ رامبو وقد لاح له بصيص من الأمل مصحوبا بمقاطع من أغنية شجر الليمون بصوت الأب التي تهدهد الابن وتبعد عنه شبح اليأس. الرومانسية تظلل مشاهد تجمع حسن مع من يحبهم أمه وكلبه وصديقته المخطوبة لغيره، فعلاقة التعاطف والصداقة بينهما رقيقة دون تقارب جسدي أو مشروع مشترك.
يواصل المخرج تقديم شخصياته بتفاصيل تعبيرية، الصورة بإضاءة طبيعية آتية من النافذة وبقايا أثاث قديم، مرآة مكسورة وشرائط كاسيت سنفهم لاحقا أنها من مقتنيات الأب الغائب، حتى الآن رامبو الكلب أحد سكان البيت محل النزاع فما الذي سيجعله بطلا يحمل عنوان الفيلم اسمه مسبوقا بالسيد؟ يستعد حسن للخروج إلى العمل تعد أمه طعامه ولا تنسى قطعة فرخة لرامبو، كارم خلف حسن يعمل على استفزاز الكلب، كارم بقميص مفتوح على فانلة مزركشة وسلسلة، هيئة شرير الحي النمطية، المختلف هنا هذا الموتوسيكل بعربة جانبية للكلب، تروسيكل من طراز أصبح نادرا هل هو ميراث عن الأب؟ حسن يأخذ الشرائط إلى محل لينقل محتواها على جهازه المحمول، توقيت ظهور الشرائط وتذكرها مبرر عند احتدام مشكلة الشقة الميراث الوحيد من الأب الغائب. الإيقاع كفيلم أوروبي في سينما بطيئة تعرض تفاصيل حياة يومية وحوار يومي بعيدا عن حوارات الأفلام السائدة، رامبو في كشك الحراسة مع كلبه البلدي ويأتي متسكع يشحت سيجارة ويتساخف على حسن، شرير آخر قد يكون أقل درجة من كارم، وسنأتي إلى مشهد اشتعال الأزمة فعند العودة الى البيت ليلا سيتبول رامبو على سيارة الميكانيكي الذي يقدم عرضا لإذلال حسن مستخدما كلمات سيئة، يستفزه ويتطور الأمر (الورشة دي هتكبر هتكبر) يهجم رامبو على كارم ويعضه عضة قوية بين ساقيه فيضربه الأخير بقسوة، لا يعرض علينا المخرج ضرب الكلب ولكنه يسمعنا صرخة الألم.
يكثف المخرج البيئة المحيطة بحسن وأمه ورامبو في محيط من حثالة البشر أشرار مع اختلاف التفاصيل. كارم سيطردهم ليوسع ورشته ويطلب تسليمه الكلب الذي عضه من مكان حساس. ستكون مهمة حسن على مدى زمن الفيلم محاولة إنقاذ الكلب، في أحد مشاهد الفيلم الشاب حسن على دراجته التروسيكل مع كلبه، يواجهان الكاميرا وصوت أبيه من تسجيل قديم، تشي بحدوث انفراجة وتكون 75 دقيقة قد مضت من الفيلم ويصل إلى مركز حماية شلتر على أطراف المدينة وتظهر مديرة المركز الممثلة بسمة ويكون قد تصاحب على رامبو كلبين صغيرين، بعد مداعبة من حسن، رامبو يمثل أنه ميت، ثم نسمع صوت عدة طلقات مع سواد الشاشة، طرطشة دماء على وجه حسن، ويظهر كارم مطلقا النار على الكلاب. سيعالج رامبو الذي لم يصبه سوى خرطوش في عينه وستصل محاولات حسن لإنقاذه في النهاية إلى مصرية مهاجرة إلى كندا ستنقذه ويخرج ليعيش حيث الخضرة مسيطرة والطعام زهيد، يعلق حسن ساخرا ستصبح مستر رامبو. فالإنقاذ يأتي من هناك، للكلب فقط، ويبقى حسن وأمه حيث نشاهدهما على قمة المقطم والنهاية على صوت الأب يغني بصوته شجر الليمون ثم يختفى صوته ونسمع الأغنية الأصلية من محمد منير وتنزل العناوين.
جاءت المشاهدة المتأخرة لي للفيلم بعد نجاحات قرأت عنها مع الجوائز في المهرجات ومنها حصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان البحر الأحمر. تذكرت الفيلم القصير “أحد سكان المدينة” مشروع تخرج أدهم الشريف من معهد السينما وكان عملا جميلا يؤنسن الكلاب ويظهر أحدها ممتلكا كبرياء قادر على مقاومة الإبعاد ويحتفظ بسيطرته على مكانه. الكلب رامبو رغم ضعف بنيانه ككلب بلدي يشبه صاحبه الذي يشعر أنه صرصار يمكن أن يتم دهسه ولكنه يمتلك عزيمة وقدرة على المواجهة. ويكفي حسن كشخصية رومانسية أنه نجح في مسعاه للبحث عن منفذ لخروج السيد رامبو. عصام عمر حصل مؤخرا على جائزة التمثيل من مهرجان هوليودد للفيلم العربي وهو أحد النجوم الصاعدة منذ دوره الناجح في مسلسل بالطو، وهو مع طه الدسوقي وأحمد مالك يمثلون موجة جديدة من ممثلي الصف الأول يختارون أدوارهم بعناية، داعمين السينما المصرية الفنية التي شهدت في الأعوام القليلة الماضية نهوضا ملحوظا في أعمال تجمع بين النجاح النقدي والجماهيري في إنتاجات نجحت في المنافسة في أعرق المهرجانات الدولية.
درس منصور صناعة الأفلام في ورش العمل السينمائية بمصر. تعلم ذاتيا عبر الإنترنت بعد تخرجه من كلية الآداب بجامعة القاهرة. أخرج الفيلم القصير “جزيرة التوت” (2018) الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية. وقد اختير فيلمه الروائي الطويل الأول “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” (2024) لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
الشبكة نيوز :
صفاء الليثى تكتب: رومانسية قاتمة فى خروج السيد رامبو
الشبكة نيوز :
صفاء الليثى تكتب: رومانسية قاتمة فى خروج السيد رامبو
#صفاء #الليثى #تكتب #رومانسية #قاتمة #فى #خروج #السيد #رامبو