الشبكة نيوز : عسر الحساب وصعوبات القراءة..كيف تفرق بينهما وما أهمية التدخل المبكر

تؤثر اضطرابات التعلم، مثل عسر الحساب وعسر القراءة، على ملايين الأفراد حول العالم، وغالبًا ما تُسبب تحديات في الدراسة والحياة اليومية، ورغم شيوعها، غالبًا ما يُساء فهم هذه الحالات أو تشخيصها. وبينما يؤثر كلاهما على التعلم، إلا أنهما يُصيبان جوانب مختلفة من الوظيفة الإدراكية، إذ يؤثر عسر الحساب على الفهم العددي، بينما يؤثر عسر القراءة على القراءة ومعالجة اللغة.

فيما يلي نتعرف وفقا لموقع ” webmd”، الاختلافات الرئيسية بين عسر الحساب وعسر القراءة، وأعراضهما، وتشخيصهما، وأهمية التدخل المبكر.

ما هو عسر الحساب؟

عُسر الحساب هو إعاقة تعلُّمية تؤثر تحديدًا على قدرة الشخص على فهم الأرقام والتعامل معها، على عكس الصعوبات العرضية في الرياضيات، يُعد عُسر الحساب مشكلةً مستمرةً تظهر غالبًا لدى الأفراد المتفوقين في مواد أخرى.

تظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 7% من طلاب المدارس الابتدائية قد يعانون من عسر الحساب، مما يجعله شائعًا مثل عسر القراءة ومع ذلك، فهي أقل شهرة ويشار إليها غالبًا باسم “عسر القراءة الرياضياتي”، وهو مصطلح يصور طبيعتها الفريدة بشكل غير دقيق.

أعراض وتحديات عسر الحساب

يقدم عسر الحساب مجموعة متنوعة من التحديات، بما في ذلك صعوبة في:

الحساب الأساسي
فهم المفاهيم العددية
تذكر حقائق الرياضيات
إجراء العمليات الحسابية

يمكن أن تستمر هذه الحالة أيضًا حتى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على المهام اليومية الأساسية مثل:

التسوق من البقالة
الطبخ واتباع الوصفات
الميزانية وإدارة الأموال
الوصول إلى المواعيد في الوقت المحدد

كيف يتم تشخيص عسر الحساب؟

يتطلب تشخيص عسر الحساب عمليةً متعددة الخطوات. في البداية، يُقيّم التاريخ الطبي والعائلي لاستبعاد الحالات الجسدية أو العوامل الكامنة الأخرى، عادةً ما ييقيم المشكلة  فريق من المتخصصين، بمن فيهم علماء النفس والمعلمون، بينما يمكن للبالغين استشارة طبيب نفسي حيث يركز الاختبار على تحديد الصعوبات المحددة في الأرقام، وتحديد ما إذا كانت تُطابق معايير تشخيص عسر الحساب.

ما هو عسر القراءة؟

وفقا لعيادة كليفلاند عُسر القراءة اضطراب تعلم شائع آخر، ولكنه، على عكس عُسر الحساب، يؤثر على القراءة ومعالجة اللغة، يتضمن عُسر القراءة صعوبة في تمييز أصوات الكلام وفهم كيفية ارتباطها بالحروف والكلمات.

على عكس ما قد يعتقده البعض، لا يُعزى عُسر القراءة إلى انخفاض الذكاء أو ضعف السمع أو مشاكل في الرؤية، بل يعود إلى اختلافات في مراكز معالجة اللغة في الدماغ.

أعراض وعلامات عسر القراءة

قد تختلف أعراض عُسر القراءة باختلاف العمر، تشمل العلامات المبكرة لدى الأطفال الصغار ما يلي:

تأخر تطور الكلام
صعوبة تعلم كلمات جديدة
خلط الأصوات في الكلمات
مشاكل في تذكر أو تسمية الألوان أو الحروف أو الأرقام
صعوبة في تعلم أغاني الأطفال أو ألعاب القافية

بالنسبة للأطفال في سن المدرسة، غالبًا ما يكون المعلمون أول من يلاحظ المشاكل مع بدء تعلم الطلاب للقراءة، ومع تزايد المتطلبات مع التقدم في السن، قد يؤدي عدم تشخيص عسر القراءة إلى صعوبات كبيرة في القراءة والأداء الأكاديمي.

التشخيص والتدخل لعلاج عسر القراءة

يُعدّ الفحص المبكر أمرًا بالغ الأهمية للأطفال المشتبه بإصابتهم بعسر القراءة، وقد توصي المدارس بإجراء تقييمات من قِبل أخصائي علم النفس التربوي لتحديد التحديات المحددة واقتراح التدخلات المناسبة، يتيح التشخيص المبكر للأطفال بدء برامج قراءة مُخصصة، وهي ضرورية لتحسين مهارات القراءة والكتابة.

كيف يختلف عسر الحساب عن عسر القراءة؟

على الرغم من تصنيف عسر الحساب وعسر القراءة على أنهما من اضطرابات التعلم، إلا أن تأثيراتهما تختلف بشكل كبير.
يؤثر عسر الحساب على التفكير الرياضي، في حين يؤثر عسر القراءة على القراءة ومعالجة اللغة.
يؤثر عسر الحساب على مهام مثل إعداد الميزانية أو إدارة الوقت، في حين يؤثر عسر القراءة في المقام الأول على القراءة والكتابة والفهم.
غالبًا ما يتطلب عسر الحساب إجراء تقييمات طبية ونفسية لاستبعاد الحالات الأخرى، في حين يتم تحديد عسر القراءة عادةً من خلال تحديات القراءة والكتابة التي يلاحظها المعلمون أو المتخصصون.

لماذا يعد التشخيص المبكر أمرًا مهمًا؟

يلعب التدخل المبكر دورًا حاسمًا في إدارة كلٍّ من عسر الحساب وعسر القراءة، يمكن للأطفال الذين يتم تشخيص حالتهم في سن مبكرة الاستفادة من دعم متخصص، يشمل الدروس الخصوصية، وبرامج التعلم المصممة خصيصًا، والتوجيه العاطفي، تساعد هذه التدخلات على بناء مهارات تُمكّنهم من النجاح الأكاديمي ومواجهة التحديات اليومية بثقة.