الشبكة نيوز : علا رضوان تكتب: لام شمسية قاعدة نحوية رائعة جرت وكسرت أفعال صعب إعرابها

لام شمسية، عمل فني تصدر المشهد الدرامي منذ أول حلقة، بداية من التتر المختلف الذي كان جزءاً لا يتجزأ من العمل الفني. ظهر في التتر صور أبطال العمل داخل أقفاص مغلقة، وجوه ممزقة وغير مكتملة الملامح، وفي الخلفية صور أقفال ومفاتيح مبعثرة هنا وهناك كلها كانت إشارات ورموز أثارت علامات استفهام القفص عبّر عن القيود التي تربط كل شخصية، سواء كانت قيوداً اجتماعية أو نفسية، أما الصور المتقطعة فكانت تعبر عن الأسرار والغموض الذي يحيط بالأحداث التتر منذ البداية كان يوصل رسالة واضحة بأن المشاهد أمام عمل غير تقليدي، مليء بالألغاز والأسئلة التي تدور في ذهن كل شخصية.

القصة نفسها كانت قوية جداً وتحمل هدفاً واضحاً. تبدأ الأحداث باكتشاف “نيللي”، التي جسدتها أمينة خليل، وهي تعمل مدرسة، أن ابن زوجها تعرض للتحرش. من هنا، يأخذ المسلسل منحنى مختلفاً تماماً، ويبدأ في كشف الوجوه الحقيقية لكل شخصية في رحلة المواجهة شجاعة “نيللي” لم تكن فقط في التصدي للمتحرش، بل أيضاً في مواجهة مجتمع يدفن رأسه في الرمال، غير مستعد لتصديقها أو الوقوف بجانبها. المسلسل تناول قضية جريئة، لم يكتفِ بعرض المشكلة فقط، بل ناقش أبعادها وتأثيرها على جميع الأطراف.

أداء أمينة خليل في دور “نيللي” كان مبهراً استطاعت تجسيد شخصية المرأة القوية، وفي الوقت ذاته إنسانة مليئة بالخوف والتردد بسبب قوة الصدمة. لكنها كانت تجد القوة لتواجه وتكمل طريقها. أداؤها كان مليئاً بالمشاعر الصادقة، وهو ما جعل المشاهد يتعاطف مع صراعاتها ويتعلق بها.

أما أحمد السعدني، الذي لعب دور “طارق”، فقد أظهر جانباً جديداً من موهبته. قدّم شخصية الزوج السلبي الذي يهرب من المواجهة بدلاً من التعامل مع مشاكل أسرته، خاصة أن الولد هو ابنه وليس ابن زوجته. السعدني أبدع في تقديم هذه الشخصية المتناقضة، التي جعلت المشاهد يشعر بالضيق من تصرفاته وفي الوقت نفسه يحاول فهم دوافعه.

الغموض الكبير في المسلسل كان متمثلاً في شخصية “وسام”، التي جسدها محمد شاهين. شخصية غامضة تثير تساؤلات طوال الوقت: هل هو طيب أم شرير؟ هل أفعاله مقصودة أم لا؟ محمد شاهين قدم الدور بطريقة مميزة، معبراً من خلال نظراته ووجهه عن جو من التوتر، مما زاد من رغبة المشاهدين في معرفة الحقيقة.

الأطفال كان لهم دور محوري في المسلسل، خاصة الطفل علي البيلي الذي لعب دور “يوسف”. أداؤه كان طبيعياً ومؤثراً للغاية، حيث استطاع التعبير عن مشاعر الخوف والحيرة بدون افتعال أو مبالغة. كان لديه كاريزما قوية، وأبكى المشاهدين بنظرات عينيه البريئة. فريق العمل حرص على تقديم شخصية الطفل بشكل يحترم مشاعره ونفسيته.

“لام شمسية” كان عملاً فنياً يحمل الكثير من الرسائل للمجتمع. يدعو لحماية الأطفال، الوقوف ضد الظلم، مواجهة المشاكل بدلاً من الهروب منها. القصة والسيناريو كانا مميزين، والإخراج بقيادة كريم الشناوي كان على مستوى عالٍ جداً، حيث حافظ على التشويق والإثارة في كل حلقة. التصوير، الموسيقى، والإضاءة عملوا معاً لخدمة الحالة العامة للمسلسل.

في النهاية، “لام شمسية” لم يكن مجرد عمل للتسلية، بل تجربة إنسانية وفنية عميقة، مليئة بالأسئلة والأفكار التي تدفع للتفكير وإعادة النظر في الكثير من الأمور. هذا المسلسل كان خطوة جريئة وجديدة في الدراما المصرية، وسيظل عالقاً في أذهان المشاهدين حتى بعد انتهائه

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025