الشبكة نيوز : ماجدة موريس تكتب: هل طغت قضايا الأسرة على دراما رمضان؟

ساعات قليلة وينتهى موسم الدراما الرمضاني لعام 2025 بعد عدد غير قليل من الأعمال التى عرضت على شاشاتنا المنزلية، وبعد ملاحظة أن أغلب مسلسلات هذا الموسم كانت من خمسة عشر حلقة وهو ما يعني تحولا مهما في بنية  العمل الدرامي، بعد سيادة قالب الثلاثين حلقة على مدى عقود، وبداية التغيير منذ سنوات قليلة، ومن خلال وجهات العرض الجديدة، المنصات، التى خفضت عدد الحلقات إلى 15، و10، وحتى خمسة حلقات فى إطار موضوع مؤسسي يحتمل قصصا عديدة، لكن لا ننسى أن دراما التليفزيون المصري فى بداياته بدأت هكذا، وأن أقصى عدد للحلقات وقتها كان 13 حلقة، إضافة إلى إنتاج أنواع أخرى من الدراما كالتمثيلية القصيرة (نصف ساعة) وتمثيلية السهرة، والفيلم التليفزيوني، ومؤكد أن هذا هو الأفضل، وقد عانينا لفترة من المسلسلات الطويلة وتمددها بلا محتوى ملائم.

فى هذا الموسم أصبحت الفروق واضحة بين مسلسلات الثلاثين حلقة التى بدأت مع بداية شهر رمضان، واستمرت برغم كل الملاحظات عليها، وبين مسلسلات النصف، والتى قدمت كل ما أراده صناعها فى نصف هذا العدد من الحلقات، والحقيقة أن هذه المجموعة كشفت عن الكثير من الأفكار المختلفة من خلال القصة والسيناريو والحوار، بما يعنى اكتشاف لمبدعين جُدد فى الكتابة الدرامية استطاعوا تقديم أعمال تخص مجتمعنا ومن قلبه سواء فى قضايا العلاقات الزوجية أو العائلية وقضايا الأسرة، والمرأة، وأيضاً قضايا تمس الفئات المهمشة، وهو مارأيناه عبر مسلسلات (ولاد الشمس) و(قلبى ومفتاحه) و(إخواتي) و(النص) و(80 باكو) و(أشغال شاقة جدا)، وفى النصف الثانى نرى الآن (قهوة المحطة) و(حسبة عمرى) و(لام شمسية) و(ظلم المصطبة) و(منتهى الصلاحية)، وأعمال أخرى لمخرجين ومخرجات كثيرين وواعدين بأعمال أفضل وأهم فى السنوات القادمة.

بين الصراخ والصمت

برغم طغيان دراما الأسرة وصراعاتها على الدراما المصرية فى هذا الموسم إلا أننا رأينا قصصا مختلفة، ومهمة، ومؤثرة فى مسلسلات عديدة مثل (ولاد الشمس ) للكاتب محمود عزت والمخرج عصام عبد الحميد والذى أعاد اكتشاف قضايا دور رعاية الأيتام وأولاد الشوارع، من خلال دراما تؤكد أهمية وإنسانية هؤلاء الأطفال حين كبروا وتعاملوا كأخوة لاحتواء إخوتهم الأصغر، أما (لام شمسية) لورشة مريم نعوم وإخراج كريم الشناوى فيطرح قضية شائكة هى التحرش بطفل من أحد المقربين منه ومعها سوء التفاهم بين أب وأم الطفل، وذلك الصراع النفسى والخوف الذى يوشك أن ينهى العائلة بالانفصال قبل أن يتدخل الطب النفسى ليعيد إليها الطمأنينة.

أما (قهوة المحطة) للكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج إسلام خيرى فيطرح علينا قضية أزلية هى ذهاب أبناء المحافظات البعيدة إلى العاصمة للبحث عن فرصة عمل أو نجاح، وهو ما يفعله الشاب مؤمن الصاوي (الممثل الجديد أحمد غزى) الذى يحلم بالعمل ممثلا، ولأنه فقير لا يعرف أحدا ينام فى قهوة المحطة ويُقتل بشكل غامض يستدعى حضور وكيل نيابة للتحقيق مع كل من قابله .

أما مسلسلات الأسرة، فقد غلب عليها الصراع الزوجى كما رأينا فى (حسبة عمرى) للكاتب محمود عزت والمخرجة مى ممدوح التى كتبت القصة أيضا وتدور حول خلاف زوجى طرد الزوج على أثره زوجته من البيت (روچينا وعمروعبد الجليل)، لتتسع الفجوة بينهما وتصل للذروة حين تطالب الزوجة بحقوقها بعد الطلاق (حق الكد والسعاية) أى نصف ما يمتلكه الزوج، بالقانون وبالعدالة، وهو ما يرفضه، أما مسلسل (ظلم المصطبة) للكاتب محمد رجاء والمخرج محمد على فيطرح قصة تدور فى إحدى المحافظات البعيدة لزوج يتوحش فى معاملته لزوجته خاصة بسبب وجودها فى شقة جار كانت على علاقة به سابقا (فتحى عبد الوهاب وريهام عبد الغفور وإياد نصار)، ويرفض الزوج معرفة أسباب ذهابها ويحكم عليها ويسعى لقتلها بالفعل، وحين تنجو من الموت تقرر الابتعاد عنه لكنه يطاردها، وتبحث هى عن مخرج للهروب منه، وتفشل، وتحاول قتله وهو يهجم عليها، فتهرب مع الرجل المشكلة والذى لم تجد غيره فى قرية لا تعرف أى أحد فيها، صراع بين فرض السيطرة الكاملة للزوج، وبين إنقاذ النفس للزوجة.

وهناك أعمال أخرى عن الصراع الزوجى منها واحد من أعمال الثلاثين حلقة وهو (ونقابل حبيب) للكاتب عمرو محمود ياسين والمخرج محمد الخبيرى والذى يبدأ فى الحلقة الأولى بوصلة غزل وحب من الزوج للزوجة (خالد سليم وياسمين عبد العزيز) قبل أن نكتشف فى المشهد الأخير للحلقة أنه متزوج بأخرى قررت أن تحول حياة الزوجة الأولى لجحيم بمشاركة والد الزوج ووالدته .

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025