الشبكة نيوز : محمد شوقى يكتب: ظلم المصطبة الإبداع كما يجب أن يكون

في دراما النصف الثاني من رمضان نجد أنفسنا أمام حالة فنية في غاية الإبداع مسلسل ظلم المصطبة واسم المسلسل مستوحى من مثل شعبي قديم “ظلم المصطبة ولا حكم المحكمة”، ويدل على الجلسات العرفية التي تتم بين أهالي القرية الواحدة لحل النزاعات والخلافات فيما بينهم بشكل ودي أو عرفي بعيداً عن طريق المحاكم وإجراءات التقاضي.

ومن هنا يتضح لنا أن أمام عمل فني اجتماعي جداً وبالفعل يحدث ذلك مع مرتبة الشرف الممتازة الكاتب أحمد صالح فوزي يبدع في هذا العمل كتابةً ومضمون وفكرة يطرحها لتكون صرخة مدوية في وجه المجتمع أنه لا يزال في مجتمعنا هذا ظلم بيِّن للمرأة الريفية مهما تغيرت الظروف والمستجدات مع سيناريو وحوار في غاية الأهمية في كل جملة و كلمة في العمل من خلال كتابة الأستاذ المبدع محمد رجاء مع الفنان المبدع إسلام حافظ ولم نشعر إطلاقاً بوجود اختلاف في المعنى أو اختلال في توازن الأحداث فلقد قدما لنا عملاً فنياً يُدرَّس في كتابة السيناريو والحوار.

ريهام عبد الغفور وقفة عند هذه الفنانة المبدعة التي أبدعت في هذا الدور بشكل استرعي انتباه كل الجمهور فقد ظهرت وكأنها هي الشخصية نفسها ولم تكن في مشهد واحد ريهام عبد الغفور الفنانة، الفنان رأس ماله وجهه، وهي تمتلك وجها طبيعيا بكل تفاصيله يساعدها على إظهار الانفعالات والأحاسيس والمشاعر لدى الممثل، ريهام عبد الغفور تثبت في كل عمل لها أنها ممثلة عظيمة أكبر من كل الأدوار تتعايش مع الشخصية بلحمها ودمها.

ولم تكن ريهام عبد الغفور الوحيدة في هذا العمل التي أبدعت فقد كان جميع الممثلين على نفس مستوى الإبداع وعلى رأسهم فتحي عبد الوهاب وإياد نصار، فقد كنا نشاهد مباراة فنية رائعة بين هذين النجمين بشكل عبقري في المعايشة والأداء.

وعودة النجم أحمد عزمي للعمل مرة أخرى وبدور مختلف ومميز وبشكل مختلف تماماً عن أحمد عزمي الذي نعرفه كممثل فقد قدم شخصية حقيقية بكل تفاصيلها.

أداء الممثلين طبيعي جدا لدرجة العبقرية محمد علي رزق وبسمة وضياء عبد الخالق وأحمد عبد الحميد وفاتن سعيد وإيناس الفلال ومحمد السويسي لم يكن هذا الإبداع فقط في التمثيل، ولكن في النص المدهش للكاتب أحمد صالح فوزي الذي يقدم لنا مجتمعا جديدا بعيدا عن مجتمعات القصور والكومباندات في القاهرة والمدن الجديدة ليبحر بنا إلى مدينة جديدة في الدراما مدينة دمنهور بكل تفاصيلها وعاداتها وتقاليدها وأهلها وناسها الطيبين البسطاء، وكذا من صاغ كتابة السيناريو والحوار محمد رجاء وإسلام حافظ فقد اشتركا معاً في العزف على كتابة السيناريو والحوار لهذا النص وظهر لنا هذا الإبداع بشكل طبيعي وعبقري.

وتحية خاصة لمخرج العمل الذي قاد فريق هذا المسلسل ليقدم لنا عملاً إبداعياً مميزاً وطبيعياً بشكل عبقري واستثنائي بإيقاع سريع وقفلات كل حلقة مثير ومترقب وجو طبيعي في أحداث متلاحقة مسلسل يعيش ليبقي في ذاكرة تاريخ الدراما العربية.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025