الشبكة نيوز : مركبة ناسا الفضائية تنجو من التحليق الثانى القريب من الشمس

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن مسبار باركر الشمسي أكمل بنجاح ثاني تحليق له بالقرب من الشمس، واقتربت المركبة الفضائية، التي تعادل حجم سيارة، من سطح الشمس لمسافة 8 ملايين ميل (6.1 مليون كيلومتر) بسرعة هائلة بلغت 430 ألف ميل في الساعة (692 ألف كيلومتر في الساعة)، مُطابقةً بذلك الرقم القياسي التاريخي الذي سجلته خلال اقترابها عشية عيد الميلاد العام الماضي.

ووفقا لما ذكره موقع “space”، فإنه خلال هذا الاقتراب، عمل مسبار باركر الشمسي مرة أخرى بشكل مستقل، حيث تمت برمجة أدواته العلمية الأربعة لجمع بيانات علمية حول الرياح الشمسية من داخل هالة الشمس، الطبقة الخارجية من غلافها الجوي، وأرسل المسبار إشارة ضوئية، مما يشير إلى أنه في حالة جيدة وأن جميع أنظمته تعمل بشكل طبيعي.

وذكرت ناسا في بيان، “يُتيح هذا التحليق، وهو الثاني بهذه المسافة وبهذه السرعة، للمركبة الفضائية إجراء قياسات علمية لا مثيل لها للرياح الشمسية والنشاط المرتبط بها”.

يأمل العلماء أن تُساعدهم البيانات المُقربة التي يجمعها المسبار في التنبؤ بشكل أفضل بطقس الفضاء، بالإضافة إلى حل ألغاز قديمة حول الشمس مثل سبب ارتفاع حرارة هالته الشمسية مئات المرات عن سطحه أثناء امتدادها في الفضاء.

وقالت القائمة بأعمال مدير ناسا، جانيت بيترو، في بيان آخر: “إن البحث الرائد لهذه المهمة يُعيد صياغة كتب علوم الطاقة الشمسية من خلال الوصول إلى مكان لم يسبق لأي جسم من صنع الإنسان أن وصل إليه”.

تُسلّط إنجازات المركبة الفضائية القياسية الضوء على فعالية درعها الحراري المُصمم خصيصًا لها، والذي يحمي المسبار من حرارة الشمس الشديدة، مما يُمكن إلكترونياته وأجهزته من العمل في درجة حرارة الغرفة حتى أثناء توجهه مباشرةً نحو نجمنا لجمع المواد الشمسية.

تقديرًا لنظام الحماية الحرارية المُصمم خصيصًا، وغيره من التطورات في مجال الطيران التي ساهمت في تصميم المركبة الفضائية، مُنح فريق مسبار باركر الشمسي الذي يضم مهندسين وعلماء من وكالة ناسا، ومختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ماريلاند، و40 منظمة شريكة أخرى على مستوى البلاد مؤخرًا جائزة روبرت جيه كولير السنوية لعام 2024 من الجمعية الوطنية للملاحة الجوية.

وقال رالف سيميل، مدير مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ماريلاند، في بيان: “أحيا هذا الفريق مهمة علمية فضائية بالغة الصعوبة، دُرست لأكثر من 60 عامًا، وتبين استحالة تنفيذها”.

وأضاف: “لقد حققوا ذلك من خلال حل العديد من التحديات التكنولوجية طويلة الأمد، وتطوير قدرات رحلاتنا الفضائية بشكل كبير”.

ومن المقرر أن يحلق مسبار باركر الشمسي، الذي أُطلق عام 2018، تحليق آخر هذا العام بنفس السرعة والمسافة تقريبًا من الشمس، في 19 يونيو.