التخطي إلى المحتوى

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. مسعد نور “كاستن” ضحى بالمال عشقا في بورسعيد

الشبكة نيوز : 
                                            نجوم خارج القطبين.. مسعد نور
الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. مسعد نور “كاستن” ضحى بالمال عشقا في بورسعيد


الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. مسعد نور “كاستن” ضحى بالمال عشقا في بورسعيد

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

مسعد نور.. الكاستن الذي أضاء سماء بورسعيد

هناك نجوم يمرّون سريعًا في سماء الكرة المصرية، وهناك آخرون يتركون بصمات لا تُمحى، يُخلّدهم التاريخ وتبقى ذكراهم نابضة في قلوب الجماهير، مسعد نور، أو كما يُلقبه عشّاق المصري البورسعيدي بـ”الكاستن”، كان واحدًا من هؤلاء الأساطير، لاعبًا موهوبًا، قائدًا مخلصًا، ورمزًا خالدًا في ذاكرة بورسعيد.

وُلد مسعد نور في مدينة بورسعيد يوم 23 أبريل 1951، ونشأ كغيره من أبناء المدينة الساحلية، يعشق كرة القدم ويلعبها في الشوارع والساحات الترابية.

بدأ مشواره الكروي رسميًا مع ناشئي بورفؤاد عام 1966، لكن القدر كان يخبئ له طريقًا مختلفًا بعد عام واحد فقط، حين اندلعت حرب 1967، واضطر أهل بورسعيد إلى التهجير، فانتقل إلى القاهرة حيث انضم لناشئي الزمالك.

هناك، زامل جيلًا من العظماء، أمثال فاروق جعفر، علي خليل، محمود الخواجة، ومحمود سعد، لكن قلبه ظل معلقًا بمدينته الساحرة، بورسعيد.

لم يكن المال هو ما يحكم قرارات مسعد نور، بل الانتماء والعشق، فبعد استقرار الأوضاع، طلب من إدارة الزمالك الاستغناء عنه ليعود إلى ناديه الأصيل المصري البورسعيدي، رغم الفارق الكبير في المزايا المادية بين الناديين في ذلك الوقت، ومن هنا، بدأ الكاستن رحلته الحقيقية مع الأخضر البورسعيدي، حيث انضم للفريق الأول عام 1972، ليبدأ حقبة من التألق والتاريخ.

في أول مواسمه مع المصري، شاءت الأقدار أن تكون أولى مبارياته ضد فريقه السابق الزمالك، وبدون مقدمات، أثبت مسعد نور أنه عاد ليصنع التاريخ، عندما أحرز هدف التعادل في الثواني الأخيرة، لتنتهي المباراة 2-2، ويبدأ رحلة الحب الأبدي بينه وبين جماهير بورسعيد.

لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان هدافًا من طراز فريد. ففي موسم 1975، لعب مع المصري 31 مباراة سجل خلالها 21 هدفًا، ليكون ثالث هدافي الدوري بعد الأسطورتين حسن الشاذلي ومحمود الخطيب، أرقامه تتحدث عنه، وأهدافه صنعت له مكانة خاصة في قلوب الجماهير.

رغم الأداء الأسطوري لمسعد نور مع المصري، إلا أن الحظ لم يكن حليفه في تحقيق البطولات، حيث خسر نهائي كأس مصر مرتين أمام الأهلي، لكن الحلم الأكبر كان تحقيق لقب الدوري موسم 1983/1984، حين قاد الفريق تحت قيادة الأسطورة المجرية بوشكاش إلى صدارة المسابقة منذ بدايتها وحتى قبل النهاية بسبع جولات فقط.

لكن فجأة، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، عندما خسر المصري مباراة غير متوقعة على أرضه أمام الزمالك، تبعها أعمال شغب جماهيري، ليقرر اتحاد الكرة نقل جميع مباريات الفريق المتبقية خارج بورسعيد، وهو ما أثر بشدة على الفريق، خاصة بعد رحيل بوشكاش غاضبًا، انهارت المعنويات، وخسر المصري جميع المباريات الست المتبقية، ليضيع الحلم الأكبر.

لم يكن تألقه مقتصرًا على المصري، بل حمل أيضًا قميص منتخب مصر في العديد من المحافل الدولية، حيث شارك في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975 في الجزائر، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1979 في يوغوسلافيا، وكأس الأمم الأفريقية 1980 في نيجيريا، حيث حلّ المنتخب المصري في المركز الرابع.

وخلال مسيرته الدولية، لعب 22 مباراة دولية وسجل 5 أهداف، كان من بينها 4 أهداف في شباك تنزانيا وحدها، ليترك بصمة واضحة في تاريخ المنتخب.

بعد رحلة حافلة بالعطاء، قرر مسعد نور تعليق حذائه في أكتوبر 1985، ليُقام له مهرجان اعتزال غير مسبوق في بورسعيد، شهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا، وشارك فيه كبار نجوم الرياضة مثل حسن شحاتة، بوبو، وحمادة إمام، بالإضافة إلى نجوم الفن نور الشريف، محمود ياسين، وصلاح السعدني، في ليلة وداع لا تُنسى للكاستن.

لم يكن مجرد لاعب كرة، بل كان رمزًا للوفاء، للموهبة، وللروح القتالية. هو الذي ضحّى بالمجد المادي من أجل عشق مدينته، وهو الذي قاتل من أجل حلم لم يكتمل، لكنه ظل خالدًا في وجدان كل من شاهد سحره داخل المستطيل الأخضر.

رحل مسعد نور، لكن ذكراه لم ترحل، وسيبقى اسمه محفورًا في تاريخ الكرة المصرية، وفي قلوب عشاق المصري البورسعيدي، إلى الأبد. 

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. مسعد نور “كاستن” ضحى بالمال عشقا في بورسعيد

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. مسعد نور “كاستن” ضحى بالمال عشقا في بورسعيد
#نجوم #خارج #القطبين #مسعد #نور #كاستن #ضحى #بالمال #عشقا #في #بورسعيد