الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “محمود المشاقي” هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
نجوم خارج القطبين.. “محمود المشاقي” هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “محمود المشاقي” هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.
من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.
“محمود المشاقي”.. هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
في سجلات الكرة المصرية، هناك أسماء لم تكن مجرد لاعبين، بل رموزًا حفرت أسماءها بأقدامها الذهبية وأفكارها النقية، ومن بين هؤلاء يبرز محمود المشاقي، الهداف التاريخي لنادي غزل المحلة، ورمزًا من رموز كرة القدم المصرية في عصرها الذهبي.
لم يكن محمود المشاقي مجرد مهاجم، بل كان قناصًا بارعًا يعرف طريق الشباك جيدًا، استطاع أن يدوّن اسمه في تاريخ الدوري المصري الممتاز بعدما توّج بلقب الهدّاف مرتين، الأولى في موسم 1982-1983 حين سجل 9 أهداف، ثم عاد ليؤكد براعته في موسم 1988-1989 بإحرازه 11 هدفًا، متصدرًا قائمة هدافي البطولة.
ولم يكن مجرد هدّاف عابر، بل أيقونة تهديفية في تاريخ المحلة، حيث تربع على عرش الهداف التاريخي للنادي بـ61 هدفًا، وهو رقم يعكس مدى استمراريته وتأثيره في مسيرة فريقه على مدار أكثر من 16 عامًا، كانت فيها قمصان غزل المحلة وبلدية المحلة وبورسعيد وطنطا شاهدة على مهارته وتألقه.
كان المشاقي جزءًا من جيل عشق الكرة لذاتها، جيل لم يكن يركض وراء المال أو الأضواء، بل كان يحلم برفع راية أنديته ومنتخب بلاده. وعن الفرق بين الماضي والحاضر، قالها بصراحة:
“أجيالنا لعبت كرة القدم ببلاش، وكنا نحلم بأن نسعد الجماهير ونجلب البطولات، أما اليوم، فالمواهب في الدوري المصري باتت نادرة، وأصبح اللاعبون لا يفكرون سوى في جمع الأموال، بينما يتصدر قوائم الهدافين لاعبون أجانب مثل المغربي وليد أزارو.”
نقد لاذع يحمل حنينًا إلى زمن كانت فيه كرة القدم صادقة، وكانت الأندية الشعبية تصنع أساطيرها بنفسها دون الحاجة إلى تدخل المال والاستثمارات الضخمة.
وعن فكرة احتراف اللاعبين المصريين، يرى المشاقي أنها تحوّلت من مشروع تطوير إلى “سبوبة” لوكلاء اللاعبين، حيث يسعى الكثيرون إلى الاحتراف بحثًا عن المال فقط، دون الاهتمام بتطوير مستواهم الفني أو البدني.
“الاحتراف ليس مجرد انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر، بل هو منظومة متكاملة تبدأ من الناشئين، تمامًا كما يحدث في أوروبا أو حتى في دول المغرب العربي وأفريقيا، حيث يتم تنمية المواهب منذ الصغر، وليس مجرد البحث عن فرصة للهروب إلى الخارج.”
وحول ظاهرة تحويل الأندية الشعبية إلى شركات استثمارية، كان رأي المشاقي واضحًا وصريحًا: “هذه الصفقات هي بيزنس بحت، هدفها الاستحواذ على أفضل اللاعبين في الأندية الفقيرة لصالح الأندية الغنية، وهو ما يشكل خطرًا على الكرة المصرية، حيث يقلل فرص المواهب الناشئة في التطور، ويؤدي إلى قتل المنافسة الحقيقية.”
ويحذر من أن هذا النهج قد يؤثر سلبًا على تطور الاحتراف الحقيقي، لأنه يحصر المواهب في أندية معينة دون منحها الفرصة للنمو الطبيعي عبر المنافسة المتكافئة.
ولأنه رجل كرة قدم بكل جوارحه، لم يكتف المشاقي بالنقد فقط، بل قدّم رؤية واضحة لتطوير الاحتراف في مصر، مشيرًا إلى ضرورة تبادل الخبرات مع كبرى الدوريات العالمية مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وإرسال بعثات تدريبية للشباب المصري للاستفادة من تجارب الأندية الكبرى، والاهتمام بالناشئين منذ الصغر، بدلًا من انتظار المواهب أن تظهر بالصدفة.
ويرى المشاقي “لا يمكن أن نصنع جيلاً محترفًا بالصدفة، بل يجب أن تكون هناك استراتيجية طويلة الأمد، مثلما تفعل أفريقيا ودول المغرب العربي، التي أصبحت تصدّر نجومًا كبارًا إلى أوروبا.”
سيظل محمود المشاقي اسمًا خالدًا في تاريخ غزل المحلة والكرة المصرية، ليس فقط كهداف تاريخي أو كواحد من أبرز مهاجمي الدوري المصري، بل كرجل يملك رؤية كروية صادقة وحقيقية، يؤمن بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة أو تجارة، بل شغف وعمل دؤوب لبناء أجيال قادرة على حمل راية الوطن.
رحلة حافلة بالعطاء، ورؤية عميقة لمستقبل الكرة المصرية.. هذا هو محمود المشاقي، اللاعب الذي كتب اسمه بحروف ذهبية في تاريخ الكرة المصرية، وما زال صوته يتردد في سماء الرياضة الوطنية، باحثًا عن زمن الكرة الجميلة التي كانت تُلعب من أجل الشغف، لا من أجل المال.
الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “محمود المشاقي” هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “محمود المشاقي” هدّاف المحلة التاريخي وصوت الكرة المصرية الصادق
#نجوم #خارج #القطبين #محمود #المشاقي #هداف #المحلة #التاريخي #وصوت #الكرة #المصرية #الصادق