التخطي إلى المحتوى

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “حمزة الجمل” صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب

الشبكة نيوز : 
                                            نجوم خارج القطبين..
الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “حمزة الجمل” صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب


الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “حمزة الجمل” صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

“حمزة الجمل”.. صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب

في سجل كرة القدم المصرية، تبرز أسماء صنعت المجد وألهمت الأجيال، ومن بين هؤلاء يلمع نجم حمزة الجمل، الذي لم يكن مجرد لاعب أو مدرب، بل كان أسطورة متحركة بين جدران المستطيل الأخضر، وقائدًا بحنكة على الخطوط الفنية.

الجمل من مواليد 2 مارس 1970، حمل بين ضلوعه عشق الساحرة المستديرة، فتجسدت فيه روح المقاتل الذي لا يعرف الاستسلام، سواء داخل الملعب أو خارجه.

بدأ الجمل مسيرته في مركز الليبرو والمساك، ليصبح صخرة دفاعية عصية على الاختراق. انطلقت رحلته مع غزل شبين (1984-1989)، لكنه وجد مجده الحقيقي في قلعة الدراويش، حيث ارتدى قميص الإسماعيلي (1989-1999)، مشاركًا في تتويجه التاريخي بلقب الدوري المصري موسم 1990-1991 وكأس مصر موسم 1996-1997.

ولم تقتصر رحلته على الملاعب المصرية، بل شهدت مغامرات احترافية مع بني ياس الإماراتي (1991-1992) والتضامن الكويتي (1996-1997)، قبل أن يعود إلى مصر ليختم مسيرته مع منتخب السويس وطلائع الجيش.

أما على الصعيد الدولي، فقد كان أحد أركان منتخب مصر القومي (1990-1998)، وشارك في التتويج ببطولة العرب 1994 بالإمارات، كما اختير كأفضل لاعب في بطولة الأندية أبطال الكؤوس 1997، ليؤكد أنه لم يكن مجرد مدافع صلب، بل لاعبًا يجمع بين القوة والمهارة.

بعد اعتزاله، لم يتوقف حمزة الجمل عن العطاء، فانتقل إلى عالم التدريب مسلحًا برؤية فنية متقدمة. حصل على الرخص التدريبية A, B, C من الاتحاد الإفريقي، إضافةً إلى دراسات متخصصة في الأكاديمية الأوليمبية للقادة الرياضيين.

بدأ مسيرته التدريبية مع قطاع الناشئين في الإسماعيلي، لكنه سرعان ما أصبح مديرًا فنيًا لعدة أندية مصرية كبرى، مثل المقاولون العرب، سموحة، غزل المحلة، وتليفونات بني سويف، محققًا نجاحات أكدت نضجه التكتيكي وقدرته على تطوير الفرق التي يتولى قيادتها.

وعلى الصعيد العربي، حمل الجمل خبراته إلى عمان، السودان، العراق، وليبيا، حيث قاد فرقًا مثل ظفار، النصر، الاتحاد العماني، الخرطوم الوطني، ونفط الوسط العراقي، ليحفر اسمه كواحد من أبرز المدربين المصريين خارج الحدود.

ولم يكن النجاح بعيدًا عن مسيرته الدولية، إذ شغل منصب المدرب العام لمنتخبات اليمن، ليبيا، والمنتخب العسكري المصري، وقاد الأخير إلى التتويج بكأس الأمم الإفريقية العسكرية 2004.

لم يمر مشوار حمزة الجمل دون أن يحصد التقدير المستحق، فقد حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 2004 تكريمًا لإنجازاته، كما نال جائزة أفضل مدير فني بالدوري السوداني (2014-2015)، وجائزة أفضل مدير فني بالدوري العماني لموسمين متتاليين (2016-2017 و2017-2018)، إضافة إلى تتويجه بكأس الخريف العماني مع ظفار وكأس السلطان مع النصر عام 2017.

حمزة الجمل ليس مجرد مدرب، بل مدرسة كروية متكاملة، استطاع أن يصنع الفارق في كل فريق تولى قيادته. بعقلية احترافية وتخطيط دقيق، نجح في تحويل الفرق المتوسطة إلى منافسين أقوياء، مقدمًا كرة قدم حديثة تعتمد على الصلابة الدفاعية والهجوم المنظم.

واليوم، يواصل مشواره التدريبي، مؤكدًا أن شغفه باللعبة لا ينضب، وأنه لا يزال قادرًا على منح كرة القدم المصرية والعربية مزيدًا من الإبداع والتميز.

إنه حمزة الجمل.. الصخرة التي تحولت إلى عقل مدبر، والجندي الذي ظل دائمًا في خدمة كرة القدم، سواء مدافعًا في الميدان، أو قائدًا على الخطوط، أو معلمًا ينقل خبراته للأجيال القادمة.

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “حمزة الجمل” صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب

الشبكة نيوز :
نجوم خارج القطبين.. “حمزة الجمل” صخرة دفاع تحولت إلى عقل مدبر في عالم التدريب
#نجوم #خارج #القطبين #حمزة #الجمل #صخرة #دفاع #تحولت #إلى #عقل #مدبر #في #عالم #التدريب