الشبكة نيوز : ياسمين فراج تكتب: مسلسل لام شمسية وطرح القضايا الخفية

 
واحد من أهم مسلسلات موسم رمضان لهذا العام 1947 – 2025 كان مسلسل لام شمسية لسببين؛ الأول منهما اجتماعي، لأن طرح قضية مهمة، مثل البيدوفيليا (تحرش الشخص البالغ بالأطفال) التي تفشت في المجتمعات العربية خاصة في العقدين الآخرين آن الآوان لنقاشها ونقاش جميع قضايانا المجتمعية الخفية دون خجل، خاصة إذا كانت هذه القضايا متعلقة بأطفالنا الذين سيكونون عماد المستقبل في الأوطان، ولأن مناقشة المسكوت عنه من قضايانا الاجتماعية الحساسة من خلال الأعمال الدرامية يُزيد من وعي المواطن تجاه مخاطر الظاهرة وكيفية التعامل معها أوحلها.

السبب الثاني هو الجانب الفني، الذي بدأ من عنوان المسلسل ففي اللغة العربية تشير (اللام الشمسية) إلى اللام التي تُكتب ولا تُنطق أثناء القراءة، فعنوان المسلسل دال على مضمونه فقضية البيدوفيليا نقرأ عنها وفعل القراءة ناتج عن ما يُكتب، ولا نتناولها بالحديث والحوار والمناقشة وهو ما يُنطق.

وبما أن العمل الدرامي يبدأ من النص المكتوب فقد نجحت الكاتبة مريم ناعوم وأعضاء ورشة سرد في تقديم نماذج من المرضى النفسيين في أعمار مختلفة من خلال مناقشة الظاهرة الأساسية التي يناقشها المسلسل، بل وأنه قدم طرقا للتعامل مع هذه الأمراض النفسية للوصول بالمشاهد إلى حل أو مواجهة المشكلة التي تؤدي إلى هذه الأمراض النفسية.

جدير بالذكر أن فريق عمل صناعة المسلسل استعان بالخبيرة سارة عزيز مدير ومؤسس رابطة أطفال مصرآمنون والحاصلة على دبلوم في أمور الوقاية من التحرش الجنسي وعلاجه.

الأداء التمثيلي لجميع فريق العمل كان متناغماً واعياً بالإنفعالات اللازمة لكل مشهد مما جعل المشاهد يتعاطف مع بعض الشخصيات الدرامية ويكره بعضها الآخر وهو مؤشر نجاح للممثلين، وأخص بالذكر الطفل الموهوب عليّ البيلي الذي يمتلك موهبة فطرية ووعي بإنفعالات الشخصية الدرامية الصعبة التي يجسدها (يوسف) وهي الشخصية المحورية في المسلسل، وبالرغم من أن الطفل عليّ البيلي له سابقة أعمال في الدراما المصرية ولكن شخصية (يوسف) في (لام شمسية) أرى أنها الانطلاقة الحقيقية له.

مخرج المسلسل الشاب الواعد كريم الشناوي خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، قدم رؤية بصرية لافتة من خلال كادراته وأستطاع أن يوظف الضوء والظل والصورالحقيقية وانعكاساتها على أسطح عاكسة مثل زجاج الأبواب وشاشات الكمبيوتر والمرآة بشكل وظيفي واع للفصل بين مشاهد الحلم والشك والواقع ودلالات انقسام الشخصيات الدرامية.

الموسيقى الدرامية للمسلسل التي ألفها مينا سامي كان لها دور مهم في المسلسل بدءًا من تتري المسلسل وانتهاءً بالموسيقى الدرامية داخل الحلقات، وقد تألف تتر مقدمة المسلسل من فكرة لحنية واحدة في نغمات مقام نهاوند أو السلم الصغير ذي الطابع العاطفي على ميزان رباعي بسيط، نفذته بعض آلات الأوركسترا السيمفوني وهي مجموعة وتريات القوس، والترومبيت، والبيانو، والفلوتات. الموسيقى الدرامية تنوعت بين ما هو لحن تجريدي يعتمد على النغمات وليس اللحن بين آلتين أو أكثر وظهر ذلك في المشاهد التي تكون فيها الشخصية الدرامية مشتتة أو مرتبكة أو مضغوطة، وما هو لحني يعتمد على الثيمات اللحنية التي تعبر عن الموقف الدرامي، وظهر ذلك في المواضع الدرامية التي بها حميمية أو استقرار نفسي نسبي.

وأخيرا الشكر لجهات الإنتاج التي تحمست لإنتاج هذا المسلسل الهادف متمثلان في المتحدة للإنتاج الفني وميديا هَب.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025