الشبكة نيوز : يوم عدم التدخين فى بريطانيا.. كيف تدمر السجائر أسنانك؟

هل سبق لك أن نظرت في المرآة ولاحظت أن أسنانك لم تعد بيضاء كما كانت؟ إذا كنت مدخنًا، فهذه مجرد بداية لما يفعله التبغ بفمك، بالتأكيد، ربما سمعت أن التدخين يُلطخ الأسنان، ولكن هل تعلم أنه قد يؤدي أيضًا إلى أمراض اللثة، وفقدان الأسنان، وحتى سرطان الفم؟.. إليك كيف يضر التدخين بفمك – ولماذا الإقلاع عنه الآن يُمكن أن يُنقذ أسنانك، بحسب موقع “تايمز ناو”.
وتحتفل المملكة المتحدة اليوم 12 مارس بيوم عدم التدخين في بريطانيا والذى يتم الاحتفال به في ثانى أربعاء من شهر مارس كل عام، وهو يوم سنوي للتوعية الصحية في المملكة المتحدة، يهدف إلى مساعدة المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين.

كيف تدمر السجائر أسنانك؟

1. التدخين يُلطخ الأسنان، ولكن هذه مجرد البداية:

من أول الآثار الملحوظة للتدخين تغير لون الأسنان. تُشير جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA) إلى أن النيكوتين والقطران الموجودين في السجائر يُسببان بقعًا عميقة يصعب إزالتها بالفرشاة وحدها.
مع مرور الوقت، تُصاب أسنان المدخنين الشرهين بالاصفرار أو البني الدائم، مما يجعل ابتساماتهم تبدو باهتة وغير صحية.
التدخين لا يُلطخ أسنانك فحسب؛ بل يُضعف أيضًا مينا الأسنان، مما يجعلها أكثر عرضة للتسوس والتحلل. حتى علاجات التبييض الاحترافية قد تُواجه صعوبة في إزالة بقع النيكوتين العميقة

2. التدخين يُسبب أمراض اللثة الشديدة وفقدان الأسنان

إلى جانب البقع السطحية، يُعد التدخين أحد أكبر مُسببات أمراض اللثة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالتهابات اللثة بمرتين مُقارنةً بغير المدخنين.
وإليك السبب:
يُقلل التدخين من تدفق الدم إلى اللثة، مما يُحرمها من الأكسجين والمغذيات.
يضعف جهاز المناعة، مما يُصعّب على الجسم مُكافحة التهابات اللثة.
يزدهر الالتهاب وتراكم البكتيريا في فم المُدخن، مما يؤدي إلى انحسار اللثة وتخلخل الأسنان.
وجدت دراسة أُجريت عام 2022 ونُشرت في مجلة طب دواعم الأسنان السريرية أن ما يصل إلى 42% من المدخنين يُعانون من أمراض اللثة الشديدة، مُقارنةً بـ 11% فقط من غير المُدخنين.
يوضح الدكتور مارك وولف، الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، قائلاً: “لا يدرك الكثير من المدخنين إصابتهم بأمراض اللثة لأن التدخين يقلل النزيف، وهو علامة تحذير مبكرة. وبحلول الوقت الذي يلاحظون فيه ذلك، قد تكون أسنانهم قد بدأت بالتساقط.”

3. يُضعف التدخين بنية العظام، مما يؤدي إلى فقدان الأسنان
 

لا يقتصر الأمر على اللثة فحسب، بل يُضعف التدخين عظم الفك، مما يُعرّض الأسنان لخطر التساقط. وقد وجدت دراسة بارزة من جامعة برمنجهام أن المدخنين أكثر عرضة لفقدان الأسنان بثلاث مرات من غير المدخنين.

والأسوأ من ذلك، أن المدخنين الذين يحتاجون إلى زراعة أسنان بعد فقدانها يواجهون معدل فشل يقارب 20%، مقارنةً بـ 5% فقط من غير المدخنين وذلك لأن التدخين يُبطئ التئام العظام ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

4. يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الفم

لعل أخطر عواقب التدخين هي سرطان الفم. تشير مؤسسة سرطان الفم إلى أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بست مرات من غير المدخنين. ويحذر الدكتور نايجل كارتر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحة الفم في المملكة المتحدة، قائلاً: “يعتقد الكثيرون أن سرطان الفم نادر، لكنه يقتل عددًا أكبر من الأشخاص مقارنةً بسرطان عنق الرحم. والحقيقة المحزنة هي أن معظم حالات سرطان الفم مرتبطة بالتدخين، ويمكن الوقاية منها تمامًا”.

تشمل أعراض سرطان الفم ما يلي:

تقرحات الفم التي لا تلتئم

ألم أو تورم مستمر في الفم

بقع بيضاء أو حمراء على اللسان أو اللثة

صعوبة في المضغ أو البلع

يُحسّن الكشف المبكر معدلات النجاة، لكن الإقلاع عن التدخين يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض في المقام الأول.

5. الإقلاع عن التدخين: كيف يُمكن أن يُنقذ أسنانك

يمكن للإقلاع عن التدخين أن يُعالج الكثير من الضرر. إليك ما يحدث عند الإقلاع عن التدخين:

– في غضون 48 ساعة: يتخلص الجسم من النيكوتين، ويبدأ الطعم والرائحة في التحسن.

بعد أسبوعين: تتحسن الدورة الدموية، مما يعزز صحة اللثة.

بعد 3 أشهر: تبدأ أعراض أمراض اللثة بالشفاء.

بعد عام: ينخفض خطر الإصابة بأمراض اللثة بشكل ملحوظ.

بعد 5 سنوات: ينخفض خطر الإصابة بسرطان الفم بنسبة 50% تقريبًا.

وجدت دراسة جديدة ونُشرت في المجلة البريطانية لطب الأسنان أن المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن التدخين لأكثر من 5 سنوات كانت صحة لثتهم مماثلة تقريبًا لغير المدخنين، مما يثبت أنه لم يفت الأوان للإقلاع عن التدخين.

يُسبب التدخين أكثر بكثير من مجرد تلطيخ أسنانك، فهو يُضعف اللثة، ويُلحق الضرر بعظم الفك، ويزيد من خطر فقدان الأسنان وسرطان الفم. في يوم الامتناع عن التدخين 2025، اتخذ الخطوة الأولى نحو ابتسامة أكثر صحة من خلال الإقلاع عن التدخين.