الشبكة نيوز : أحمد أبو اليزيد يكتب: رسالة إلى من لم يستوعب دلالات أغنية “بسيط” لـ أحمد سعد

منذ طرح أغنية “بسيط” للنجم أحمد سعد ، خلال الأيام الماضية، كلمات الشاعر الغنائى نادرعبد الله ، لحن وتوزيع أحمد إبراهيم، ونشهد حالة من الجدل الإيجابي كثيراً والسلبي نادراً، وجمهور “عريض” يبدي الترحيب والترغيب، وجمهور “معدود” يبدي التجريح والترهيب، وبين هذا وذاك لا يسعنا إلا أن نعترف ونقر إحقاقاً للحق أن أغنية “بسيط” قد تجاوزت حدود النجاح التقليدي الذي عهدناه الفترات الأخيرة، بل وربما “بسببها” قد تتغير وجهة نظر كثير من صُناع الموسيقى الفترات القادمة طمعاً في ذلك النوع من النجاح المُشرف، وأملاً في تقديم ما قد يسهم فى إنهاء حالة العبث الفني الذي نشهده في السنوات الأخيرة الفائتة، وفى رأيي أن ذلك لن يتحقق إلا بإنتاج المزيد من الفن الراقي الذي يخاطب العقل والقلب، لا الذي يخاطب “هز الوسط” طوال الوقت.

فى كل أنواع الفنون على اختلاف أشكاله “سينما / مسرح / غناء/ رسم/ تصوير…” هناك اتجاهان رئيسيان لا ثالث لهما؛ “فن مباشر” أو “فن غير مباشر”، وكلمات أغنية “بسيط” هي خليط من الاتجاهين وتلك هى “الحرفة” أو بالعامية “الحرفنة” التي قد لا يتميز بها غير مؤلفها الشاعر نادر عبد الله، أو كما يلقبونه “سلطان القوافي”، وهنا فى تلك المساحة النقدية لا جديد يقال فى إيجابيات الأغنية، خاصة فى “كلماتها”، حيث إن هناك المئات بل الآلاف الذين يؤيدون ويدعمون ويناصرون ويجمعون على أنها قد تكون الأغنية الأكثر جدلاً والأوسع تأثيراً في 2025، رغم أنها ظهرت في النصف الأول من الشهر الأول في 2025.

لذا دعونا نطرح ما يحاول البعض أن يراه سلبياً دون قصد، أو بسوء فهم، أو عن عمد..

– ماذا سيقدم أحمد سعد للفتاة التي يحبها؟

الحلم والحُب.

– أين موقع ذلك في الأغنية؟

“الحلم” في جملة “ولا حيلته غير كلمة ياريت”، ودائماً ما نستخدم هذا اللفظ في حياتنا للتمنى والحلم، أما “الحُب” فى جملة “بلقاله فيكى وبيكى عيلة وناس وبيت”، ومعنى ذلك ببساطة أن الإنسان البسيط لا يملك سوى الحلم والحب حتى يقدمهما للشخص الذى يحبه.

– من قال إن الحبيب يجب أن يقدم وعودا للفتاة التي يحبها كما جاء في الأغنية بـ”عربية” آخر موديل، و”يفسحها” في “الأوتيلات” كل فترة، ويذهب بها مثلا إلى نزلة السمان لركوب الخيل كل جمعة؟!

الحقيقة لم يقُل أحد ذلك، ولكن طبيعي أن البطل الذى يتحدث عن نفسه ويقول إنه “مش مليونير” أن يكمل في نفس السياق المناسب للحالة التي ينفيها عن نفسه، أي ليس من المعقول أن يقول ويقر ويعترف أنه “مش مليونير”، ولن يستطيع أن يركب “ميكروباص” مثلا، أو أنه لن يكون قادراً على تناول ساندوتشات كبدة مثلا، وإلا بذلك يصبح الأمر هزلى و”دمه تقيل”، والحقيقة أن لغة الأغنية متوائمة مع بعضها جدا جدا.

– لماذا يعيش الفنان أحمد سعد دور “الجناينى” الذى يحب بنت الباشا؟

هذا يحدث بالفعل يا عزيزى، هناك الكثير من القصص التي تحدث في الواقع عن الشخص البسيط الذى يحب بنت الأغنياء والتي رآها بالصدفة في الشارع أو كافيه أو جامعة أو في العمل..إلخ.

– وما الجديد في الأغنية؟

أقول لك، “ليس هناك جديد صراحة؛ لأن الموضوع قدمه من قبل الفنان اللبنانى زياد الرحباني، وعلاء عبد الخالق، بل وقدمه كاتب كلمات أغنية “بسيط” الشاعر الغنائى نادر عبد الله مع المطرب خالد عجاج فى أغنية “على قد حالي” سنة 2006″.

– ولماذا كل هذه البروباجندا و”الدوشة” على أغنية “بسيط”؟

الحرفة اللفظية والقوافي المستحدثة لأول مرة، والتراكيب التى اعتمد عليها الشاعر في إعادة صياغة موضوع متداول قبل ذلك هو الجديد والتجديد بعينه، ثم دعنى أضيف لك لغة الأغنية التى تخاطب المثقف والبسيط، وتعجب جمهور الراب، وجمهور الأندر جراوند، ويحبها من يحب الغناء الشعبي أيضاً.

في النهاية، “لو أنت “مش شايف” جديد فى أغنية “بسيط” فى ألبوم “حبيبنا” فما الجديد بالنسبة لك؟!.. وإذا راجعت نفسك ستجد أن ما تقول إنه جديد – فى رأيك – هو الـ”منحوت” و”مهبوش” و”متحرف” و”منقول” من الذى لم تجده قدم جديداً!.