الشبكة نيوز : محمود ترك يكتب: إسلام خيري.. من فانتازيا “جودر” إلى شخصيات على أرض الواقع

“أتحمس للمشروعات الفنية المكتوبة بشكل مميز مع وجود إنتاج متميز أيا كان تصنفيها كوميدي اجتماعي أو تشويق أو سيرة ذاتية، فأنا لا أهتم بالتصنيف أو نوع العمل”.. هذه الجملة التي عبر بها المخرج إسلام خيري بشكل مبسط عن مشروعه الفني في حوار قديم توضح أو تفسر الكثير حول سبب تألقه اللافت للنظر في الدراما الرمضانية الحالية من خلال نوعية مختلفين من الدراما، ما بين فانتازيا مستمدة من حكايات “ألف ليلة وليلة” في “جودر2” أو قصص وشخصيات من لحم ودم تعبر عن الواقع في “قهوة المحطة”.

المخرج الذي بدأ مشواره بالتعاون مع أحمد مكي في الجزء الأول من مسلسل “الكبير أوي” عام 2010، سبق أن عمل مساعدا للإخراج في أفلام شهيرة منها “كدة رضا” و”أسف على الإزعاج” و”خارج على القانون”، والتقى في بداية مشواره مع مخرجين كبار وأيضا مميزين منهم محمد راضي، وأحمد نادر جلال، لكنه صنع لنفسه مشواره الفني المميز الذي اعتمد فيه على الاهتمام بالتفاصيل وتقديم أعمال ذات جودة عالية.

في “قهوة المحطة”، يركز إسلام خيري على تقديم دراما اجتماعية تعكس واقع المجتمع المصري، إضافة إلى إلقاء الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص والعلاقات الإنسانية بينهم، ليبهرنا بصورة بصرية وكأنها تغوص داخل نفوس الشخصيات.

أجاد خيري التعبير عن النص الذي كتبه المبدع عبد الرحيم كمال، فخلف جريمة القتل والأحداث المشوقة بالمسلسل، هناك الكثير من التفاصيل داخل شخوص العمل وهمومها الخاصة، ومشكلاتها والتحديات التي تواجهها، واختار أن يبدأ الأحداث منذ الحلقة الأولى بعد التمهيد السلس للشخصيات واستعراض نموذجي لمكان الأحداث، ببداية قوية تحمس المشاهد لمتابعة العمل، ومحاولة كشف غموض جريمة قتل الشاب الصعيدي الذي جاء إلى القاهرة لكي يبحث عن حلمه بالتمثيل.

نجح إسلام خيري في اختيار فريق العمل من الممثلين، ومنهم الممثل الشاب أحمد غزي، وبيومي فؤاد في دور مغايرة للغاية عما سبق أن قدمه، وأحمد خالد صالح، وانتصار، ورياض الخولي وهالة صدقي وحسن ابو الروس وغيرهم من النجوم.

تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي مشوق حول جريمة قتل يتعرض لها أحد الأبطال، ويتم التحقيق في ملابسات الجريمة لكشف غموضها. وقد حرص خيري على تقديم العمل بأسلوب يجمع بين التشويق والإثارة، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تعكس واقع المجتمع المصري.

لا يخشى إسلام خيري من المقارنات ما بين القديم والحديث، ذلك الشعور أو الهاجس الذي يعطل الكثير من الأعمال الفنية، لذا لا يتردد في خوض تجارب فنية مغايرة، مثلما فعل في مسلسله “جت سليمة” الذي عرض عام 2023  وشهد عودة دنيا سمير غانم إلى التمثيل بعد غياب طويل.

المسلسل شهد العديد من الاستعراضات والأجواء المماثلة لحكايات آلف ليلة وليلة وفوازير النجمتين نيللي وشريهان، لكنه لم يركز كثيرا مع المقارنات، ليقدم رؤيته الخاصة، وحقق العمل نجاحا كبيرا.

في الوقت الذي حقق فيه مسلسل “جت سليمة” نجاحا كبيرا وكان إضافة كبيرة للدراما المصرية، كان إسلام خيري يفكر في تجربته التالية، والأكثر تحديا من خلال حكاية “جودر” المأخوذة من قصص “ألف ليلة ولية” الشهيرة.

إسلام خيري هو بطل العمل لقد فعل الكثير لكي يخرج بهذه الصورة، هكذا تحدث ياسر جلال بطل “جودر” عن دور المخرج البارز في نجاح العمل، مشيرا إلى أنهما معا كان بداخلهما رغبة شديدة وتحدي من نوع خاص لكي يكون العمل إضافة مميزة للدراما المصرية.

كان البعض يردد أن صناع الدراما المصرية غير قادرين على التصدي لأعمال فنية من نوعية ألف ليلة وليلة، والتي تتطلب عناصر متناسقة ومنضطبة في الديكور والأزياء وأماكن التصوير والإيقاع وأيضا التقنيات المستخدمة، وأن تظهر بشكل يواكب التغيير في العصر والتطور التكنولوجي الكبير، فالإخفاق في هذه العناصر كان سيقضي على أي محاولات أخرى لتكرار التجربة.

لكن نجح المخرج مع صناع العمل في تنفيذ هذا النوعب الصعب من الدراما التلفزيونية، بفضل وجود حماس كبير لنجاح التجربة التي تبشر بتجارب أخرى قادمة مماثلة.

حقق الجزء الأول من “جودر” نجاحا كبيرا في رمضان الماضي، ليعود المخرج إسلام خيري ليقدم الجزء الثاني من هذا العمل المميز في النصف الأول من رمضان الجاري، ويحقق نجاحا كبيرا أيضا، وبعد انتهاء حلقاته يفاجئنا بعمل درامي شديد التميز من خلال مسلسل “قهوة المحطة” لينقلنا من خيال ألف ليلة وليلة إلى واقع الحياة.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025