الشبكة نيوز : زينب عبداللاه تكتب: السعدنى ابن العمدة وأولاد حبايبنا

تصرف عفوى لمس القلوب وحمل معاني ورسائل كثيرة أثناء الاحتفالية التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعى منذ أيام لتكريم نجوم وصناع مسلسل لام شمسية، هذا العمل الرائع الذى أصبح أحد أيقونات الدراما المصرية، وذلك حين لاحظ الفنان الشاب أحمد السعدنى الذى كان موقعه في الجلوس أثناء الاحتفالية في صدارة المنصة كأحد نجوم  العمل، وقبل أن يجلس لمح السعدنى الفنان الكبير كمال أبو رية الذى أبدع في دور القاضي بالمسلسل يجلس على طرف المنصة، ودون تفكير انتفض ليذهب بكل احترام وتقدير إلى حيث يجلس أبو رية وأصر على أن ينتقل من مكانه على طرف المنصة ليجلس فى صدارتها.

تصرف تلقائى لم يتجاوز لحظات ولم يستغرق تفكير ولكنه خطف الأنظار والقلوب ليشير إلى أخلاق أحمد السعدنى ابن وتربية عمدة الدراما الفنان الكبير صلاح السعدنى الذى تربى وسط العمالقة والنجوم، وكيف ينظر إلى الجيل السابق المعاصر لوالده نظرة تقدير وحب واحترام الابن للعم، أخلاق الموهوب الذى تربى في بيت يجمع بين الأخلاق والفن والثقافة، والذى صعد سلم النجومية درجة درجة حتى أثبت أنه جدير بالنجومية وجدير باسم والده العمدة صلاح السعدنى وعمه الكاتب الكبير محمود السعدنى وعائلته المثقفة المبدعة الموهوبة، وبدوره أثنى أبو رية على موهبة أحمد السعدنى وتحدث عن عبقرية والده الفنية وعن صداقتهما وذكرياتهما معاً فلم يتمالك السعدنى الابن دموعه.

أحمد السعدنى موهبة كبيرة نضجت بهدوء وبتراكم الخبرات والتجارب على مدار سنوات، عشق الفن منذ صغره بحكم البيئة الفنية التي عاش فيها ومرافقة والده الفنان الكبير صلاح السعدنى الذى ظهر معه في مشهد عابر بمسلسل ليالى الحلمية، وبعدها ظهر في بعض الأدوار المساعدة وأثبت موهبته وقدرته الفنية مع كل عمل، ولم يفرضه والده النجم الكبير على الجمهور، أدرك كلاهما أن على السعدنى الابن أن يثبت موهبته بنفسه وأن يتسلل إلى قلوب الجماهير تدريجيا وأن تزيد مساحته خطوة خطوة، حتى وصل إلى مرحلة النضج والإبداع والتفرد في تجسيد شخصية طارق الأب المستهتر الذى صدمه ما حدث لابنه من انتهاك حاول إنكاره في البداية حتى وجد نفسه وجهاً لوجه أمام حقيقة مفجعة وهى أنه لم يستطع حماية ابنه من أعز أصدقائه، وتابعنا بشغف شديد كيف استطاع السعدنى تجسيد هذا التطور في شخصية الأب ومشاعره وانفعالاته وصدمته باقتدار وصدق لمس القلوب دون تشنج، وهكذا تطورت موهبة أحمد السعدنى لتصل إلى ذروتها في لام شمسية، ومن قبله دوره في مسلسل سره الباتع الذى جسد فيه دور حامد الفلاح المقاوم، وفى كثير من المشاهد كان يمكنك أن ترى فيه نفس صورة علوانى هذا الفلاح الشاب الذى جسد شخصيته والده الفنان الكبير صلاح السعدنى في فيلم الأرض، كما أبدع السعدنى الابن في عشرات الأعمال سواء صغر فيها دوره أو كبر، أو كان الدور كوميدى أو تراجيدى، هذا التنوع الذى منحه خبرة ونضجاً  كبيراً.

وفضلا عن الموهبة تظهر أخلاق وإنسانية أحمد السعدنى في عدة مواقف بسيطة وغير مفتعلة ودون ترتيب، منها موقفه وحديثه الودود مع فتاة من ذوى الهمم طلبت التصوير معه فتذكر أنه يعرفها منذ 10 سنوات وأنه التقط صورة معها في ندوة بمكتبة الإسكندرية وهو ما أسعد الفتاة ولفت انتباه الحضور.

هكذا كان منهج حبايبنا النجوم الكبار أصحاب الحكمة والموهبة والإبداع والثقافة والذين لمس كل منهم موهبة ابنه أو ابنته فأراد أن يثبت كل منهم جدارته وموهبته بنفسه، دون مساعدة أو استغلال لمكانة الأب ونجوميته ومحبته لدى الجمهور، لأنهم يدركون أنه لا أحد يمكنه أن يكون وصياً على الجمهور أو أن يفرض عليه أحد، ينطبق هذا على عدد من أبناء النجوم الذين حملوا الموهبة والذكاء والثقافة والأخلاق والذين نضجت موهبتهم بالتدريج وشقوا طريقهم خطوة خطوة وأثبتوا جدارتهم مع كل عمل حتى حازوا ثقة ومحبة الجمهور، فاستمروا ونضجوا ولمعوا، وحرصوا أن يحافظوا على سيرة أبائهم وألا يسيئوا إليهم بأى تصرف، ومنهم أحمد السعدنى ودنيا وإيمى سمير غانم وحنان مطاوع وريهام عبد الغفور وكريم ومحمد محمود عبد العزيز وشادى الفخرانى، وعمرو محمود ياسين، وغيرهم من أبناء حبايبنا الكبار الذين يعرفون قيمة الفن ومسئولية الفنان وربوا أبناءهم على هذه المبادئ.