الشبكة نيوز : دراسة: إهمال أقراص الحديد في بداية الحمل يزيد خطر ولادة طفل مريض بالقلب

كشفت دراسة جديدة عن أن انخفاض مستويات الحديد في بداية الحمل يزيد بشكل كبير من خطر ولادة أطفال مصابين بأمراض القلب، هذا الاكتشاف، الذي يربط فقر الدم لدى الحوامل بأمراض القلب الخلقية، ويُمثل خطوةً كبيرةً نحو فهم هذا العيب الخلقي الشائع لدى الأطفال حديثى الولادة والوقاية منه، بحسب جريدة “الإندبندنت” البريطانية.

ويحدث مرض القلب الخلقي عندما تتطور مشاكل القلب في الرحم، وهو سبب رئيسي لوفيات الرضع، ما يجعل هذا البحث الجديد ذا أهمية خاصة.

ويعتقد العلماء الآن أن فقر الدم لدى النساء الحوامل قد يكون مسئولًا عن حوالي 5% من حالات أمراض القلب الخلقية في المملكة المتحدة.

يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة للوقاية والتدخل، مما قد يُقلل من حدوث هذه الحالة الخطيرة.

يُعتقد أن ما يقرب من ربع النساء الحوامل في المملكة المتحدة – وأكثر من ثلث النساء الحوامل عالميًا – يُعانين من فقر الدم.

كجزء من دراسة جديدة نُشرت في مجلة BJOG: وهي مجلة دولية لأمراض النساء والولادة، سيبحث الخبراء الآن فيما إذا كان تناول مكملات الحديد قبل الحمل وأثناءه يُساعد في الوقاية من عيوب القلب.

وبحثت الدراسة في بيانات 16,500 أم، ووجدت أنه إذا كانت الأم تعاني من فقر الدم في أول 100 يوم من الحمل (حوالي الأشهر الثلاثة الأولى)، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب بأمراض القلب الخلقية يكون أعلى بكثير من المعتاد.

ذكرت الدراسة أنه “بعد تعديل العوامل المربكة المحتملة، كانت احتمالات ولادة طفل مُشخَّص بأمراض القلب الخلقية أعلى بنسبة 47% لدى الأمهات المصابات بفقر الدم”.

من المعروف أن فقر الدم الشديد في المراحل المتأخرة من الحمل يُسبب مشاكل مثل انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُحدَّد فيها فقر الدم في المراحل المبكرة كمشكلة.

وقال الأستاذ المشارك دنكان سبارو، من جامعة أكسفورد، الذي قاد الدراسة التي مولتها مؤسسة القلب البريطانية: “إن معرفة أن فقر الدم لدى الأمهات في المراحل المبكرة مُضرٌّ للغاية يُمكن أن يُحدث تغييرًا جذريًا في جميع أنحاء العالم.

ونظرًا لأن نقص الحديد هو السبب الجذري للعديد من حالات فقر الدم، فإن تناول مكملات الحديد على نطاق واسع للنساء – سواءً أثناء محاولة الإنجاب أو أثناء الحمل – يُمكن أن يُساعد في الوقاية من أمراض القلب الخلقية لدى العديد من الأطفال حديثي الولادة قبل ظهورها”.

وجد الباحثون سابقًا صلة بين فقر الدم أثناء الحمل وأمراض القلب الخلقية لدى الفئران.

وللتحقق من هذه الصلة، استخدموا بيانات مجهولة المصدر من سجلات الأطباء العامين لمعرفة ما يحدث للأمهات والأطفال.

تم تحديد أكثر من 2700 أم لديهن أطفال مصابون بأمراض القلب الخلقية، وتمت مطابقتهن مع نساء لم يُصب أطفالهن بهذه الحالة.

ثم استُخدمت نتائج فحوصات الدم من أول 100 يوم من كل حمل لتحديد ما إذا كانت الأمهات مصابات بفقر الدم في تلك المرحلة.

في مجموعة الأمهات اللاتي لديهن أطفال مصابون بأمراض القلب الخلقية، عانت 4.4% منهن من فقر الدم.

وتمت مقارنة هذه النسبة بـ 2.8% من الأمهات المصابات بفقر الدم ولم يُصاب أطفالهن بأمراض القلب الخلقية.

وقالت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة السريرية في مؤسسة القلب البريطانية واستشارية أمراض القلب: “إذا تبين أن انخفاض الحديد هو أحد الأسباب، فإن تعويض مستويات الحديد خلال فترة الحمل المبكرة عندما يكون قلب الطفل… قد يكون للتطور فوائد كبيرة لصحة قلب الطفل مدى الحياة.